كمامة واستكان شاي

عبدالسميع عزاوي

‏‎رافقت احد اولادي ولمدة اسبوع بزيارات متكررة لمعارض اربيل للسيارات بهدف شراء سيارة له بعد ان قرر الشراء اثر بيع سيارته والتي اصبحت قديمة كما يؤكد..
‏‎وقررنا في معظم المرات ان نذهب بسيارات الاجرة لان شوارع مدينة المعارض .. تقفل من منتصف النهار بعد توافد الناس والذي يدخل بسيارته لا يخرج الا بعد الساعة الثامنة مساءً اي بعد تفكك عقد الشوارع العامة والفرعية ورجوع الناس الى منازلها ..
‏‎وهنا عليك ان تمارس رياضة المشي ، بزيارة اكثر من معرض للبحث عن سيارة مناسبة وكنا نحسب عدد الخطوات التي نمشيها باليوم الواحد والتي كانت تصل الى ٨٠٠٠ خطوة من خلال الهاتف النقال ، واذا جمعناها لمدة اسبوع ستكون 56 الف خطوة وهو رقم لم اصله منذ زمن طويل ، فالسيارة لا تفارقني بمشاويري القريبة والبعيدة .
‏‎وعند تجوالنا في شوارع واروقة المعارض لفت انتباهي ان نسبة من يرتدون الكمامة لا يتجاوز الخمسة بالمئة من مجموع الاعداد الكبيرة التي تزور هذه المدينة التجارية
‏‎* ولا بد ان تقوم باقناع الكثير ممن يمدون ايديهم للمصافحة ان زمنها قد ولّى ، وهذا ما فرضته كورونا علينا منذ بطشها بدول العالم ولحد الآن
‏‎وعليك أيضاً ان تتبع سبل الوقاية عند دخول اي معرض فلا مصافحة ولا احتساء للشاي في “الاستكان التقليدي “الذي مازال موجوداً ، وترى الكثير يشربون ويرددون “خليها على الله”
‏‎اما الاكواب ذات الاستخدام الواحد فتكاد تكون معدومة في المعارض ،، رغم ان كورونا ترمي بثقلها في كل المدن العراقية وتخطف كل يوم الكثير من الاعزاء .
‏‎وتجد الكثير من الباعة الجوالين والثابتين ومنهم بائع بطاقات الشحن الى آخر يبيع العصائر والمكسرات
‏‎لكن هناك من لفت انتباهي بين الباعة، فقد مر طفل بالقرب مني يبيع الكمامات الطبية وباسعار زهيدة تقل عن الموجودة في الصيدليات بنسبة النصف ، لكنه يخطو بالقرب من اصحاب المعارض دون ان يشتري منه احد وهذا يفسر سر العزوف عن ارتداء الكمامة.
‏‎*ومع ان السوق “صافن ومصخن” الا انه يتحرك في اليوم الثاني عند توافد الكثير من المحافظات العراقية لشراء السيارات من اربيل التي تضم الالاف من الماركات الحديثة والموديلات التي تقترب من ٢٠٢٠ ،
‏‎ويقصد العراقيون اربيل لشراء السيارات لوفرتها وسهولة تسجيلها والحصول على اللوحات بسرعة قياسية بينما تمر بعقبات كبيرة في المحافظات الاخرى وانعدمت لاشهر حيث ترى السيارات تسير بلوحات ورقية وضعت على الزجاجتين الامامية والخلفية لعدم توفر المعدنية.
‏‎ورغم وجود اسعار عامة لكل موديل من السيارات الا أنك تسمع ارقاماً قد تكون عالية وهذا يعود لصاحب السيارة او المعرض .. وهو امر غير مسيطر عليه لانه لا يخضع لتسعيرة حكومية في كل المحافظات العراقية ..
‏‎ومع التعب الكبير في المشي لخطوات كبيرة ، الا أنك تستمتع بالتجوال في المعارض لما تراه من موديلات حديثة وماركات عالمية وصلت مؤخراً وباسعار جميلة جداً ، تغصبك ان تسأل ثم تغادر مسرعاً الى معرض آخر يلبي طموحك وما تكتنزه من مال يكفي لشراء السيارة المناسبة .
وانتهت الزيارات المكوكية للمعارض بشراء سيارة تتوافق مع ما متيسر لدينا من مال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *