“دفع” حملة في العراق للمطالبة بوقف العنف الاسري.. نورزان الشمري مثالا

 

دعاء الفايز – بغداد

لم يكن مقتل الشابة ذات ال20 ربيعا ” نورزان الشمري” محض  صدفة في بغداد، فما وثقته كاميرات المراقبة، وهي تلفظ انفساها الاخيرة كان له وقع خاص على المجتمع البغدادي على وجه الخصوص والعراقي بشكل عام.

نورزان التي قتلت بطعنات عدة، وراحت راكضة نحو الشارع القريب منها، لم تجد من يسعفها، رغم كثرة المارة حولها، تلقت الشمري عدة طعنات قبل ان تفارق الحياة في مشهد مأساوي.

تداول ناشطون المقطع على نطاق واسع، في محاولة للضغط على السلطات التحقيقية لكشف ملابسات الحادث، لكن السلطات التزمت الصمت لمدة 24 ساعة لتفاجئ الناس ببيان اعتقال قاتل الشابة “نورزان الشمري” وليتبين فيما بعد ان  الشمري راحت ضحية عنف اسري.

ويشير بيان وزارة الداخلية الى أن قوة من جهاز مكافحة الاجرام تمكنت وخلال 24 ساعة من اعتقال شقيق نوزران الشمري، وهو الذي قام بطعنها لعدة مرات في الشارع امام المارة، قبل ان تفارق الحياة متاثرة بجراحها العميقة.

وعلى اثر البيان الذي كشف بشكل سطحي اسباب الجريمة، اطلق ناشطون حملة للمطالبة بوقف العنف ضد النساء في العراق، وتداولت ناشطون وسما تحت عنوان

“نوزران الشمري ضحية العنف” طالبوا فيه بضرورة الحد من العنف ضد المرأة

فيما دعت منظمات حقوقية مهتمة بالمرأة، الى ضرورة الاسراع باقرار قانون العنف الاسري من خلال التصويت عليه تحت قبة البرلمان العراقي.

منظمات حقوقية: تشريع قانون العنف الاسري وحده من يكفل حماية المرأة

منظمة WTDC  احدى المنظمات العاملة على متابعة قضايا المرأة في بغداد، اطلقت مؤخرا حملة اسمتها حملة ” دفع ” تتخذ الحملة من اسمها منطلقا للضغط على المسؤولين لتشريع قانون يحمي المرأة والفئات المهمشة خاصة فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة، وتقرأ سجلات المنظمة العديد من حالات التعنيف المسجلة لدى قسم الرصد والارشفة

 

ويشير المكتب الاداري في المنظمة الى ان البحوث والدراسات التي اجريت، خلصت جميعها الى ارتفاع معدل العنف في العراق وعلى نحو مقلق

وهو ما دعاهم الى تكثيف الجهود للمطالبة بتشريع القانون من خلال حملة ” دفع ”

وتقدم المنظمة للمعنفات تمثيلا مجانيا في المحاكم في حال استعدت المرأة المعنفة ذلك، كما انها تجري لقاءات مكثفة مع مسؤولين ووجهاء عشائر لتدارك ملف العنف الاسري ووقف عمليات التعنيف من خلال استخدام كافة السبل في المجتمع العراقي، الذي باتت تطغى عليه سمة العشائرية، والذي صار يبرر العنف من خلال الاعراف العشائرية او بداعي غسل العار ( الشرف )

فرق الرصد

وظفت المنظمة 10 محاميين ومن 10 محافظات عراقية، يعمل جميعهم على رصد حالات العنف الاسري في المحافظات، وهي كل من ( بغداد، بابل، ذي قار، صلاح الدين، النجف، كركوك، كربلاء، ديالى، البصرة، نينوى ) يزود كل واحد منهم فريق المستشارين في المنظمة بنسخة من البيانات الممسوحة عن كل محافظة وعن عدد الحالات  من خلال بيانات مركز الشرطة ومحاكم الاحوال الشخصية،

حملة دفع

تحمل حملة دفع التي اطلقتها منظمة WDTC ، في مضمونها جملة سياسات تسعى المنظمة ادخالها الى البرلمان العراقي، لتبنيها من خلال اللجان القانونية والحقوقية او اللجان الخاصة بالمرأة، وتقدم الورقة ” حملة دفع ” ارقاما عن عدد حالات العنف، مستندة بذلك على معلومات المسح التي قامت بها المنظمة سابقا.

ويرى حقوقيون انه ولحيت تمرير قانون العنف الاسري والتصويت عليه رسميا، فان كل حالات التعنيف قد تمر مرور الكرام او تبرر من خلال العرف العشائري خارج الاطر القانونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *