انخفاض في تجهيز الكهرباء والوزارة تتحجج بانحسار إطلاقات الغاز الإيراني

سيل نيوز/ بغداد

بالرغم من تعاقب 6 وزراء للكهرباء وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات منذ العام 2003 وحتى الآن، ما زالت الازمة مستعصية، ومرفقة بوعود حكومية متمثلة بتحسين الطاقة تنتهي بعدم الجدية، علماً أن حاجة البلاد الفعلية من الكهرباء تقدر بنحو 30 ألف ميغاواط.

وشهدت اغلب مناطق العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى انقطاعا شبه مستمر بالطاقة الكهربائية خلال الأيام الاخيرة، حيث بلغت ساعات التجهيز أدنى مستوى لها.

وعادة ما يحدث هذه الانقطاع مع وصول درجات الحرارة والبرودة الى الذروة، بسبب الاستهلاك الكبير للطاقة، نتيجة لتشغيل أجهزة التبريد والتدفئة بسبب الارتفاع أو الانخفاض الكبير بدرجات الحرارة بحسب فصول السنة. المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي، أشار الى أن “انحسار اطلاقات الغاز الإيراني المورد لمحطات الانتاج، ودخول الوحدات التوليدية قيد الصيانة الاضطرارية والدورية للاستعداد للصيف المقبل، أثر بشكل كبير على تجديد احمال المنظومة وأدى الى فقدان ما يقارب 8 آلاف ميغاواط بين انحسارات الغاز وصيانات دورية واضطرارية”، لافتا الى أن “هذا السبب أدى الى تراجع ساعات تجهيز الكهرباء”.

وأضاف العبادي، أن وزارته “تتفاوض بشكل مستمر مع الجانب الايراني، وتنسق بشكل عالي المستوى مع وزارة النفط لتعويض خطة الوقود البديل”.

وتابع أن “توقفاً حصل قبل أيام لمصفى غاز الشمال أثر بشكل كبير على المنظومة حيث توقفت قرابة 5 محطات من الشمال”، مبينا أن “المصفى عاد إلى العمل”. وطالب المتحدث باسم الوزارة، بـ”صرف التخصيصات المالية لصالح وزارة الكهرباء لمواكبة الطلب وإكمال المشاريع الستراتيجية”.

ومضى العبادي بالقول، ان “كوادر الوزارة بدأت بنصب محطات متنقلة في مدينة الصدر وشرق القناة ومناطق الحمل للتخفيف عن الاحمال بالشبكة ماتسبب بتراجع ساعات التجهيز لمناطق شرقي العاصمة”، مضيفا ان “تلك الأعمال مستمرة وبعضها انتهى والبعض الآخر قيد الاكمال والغاية التخفيف من الاختناقات الحاصلة ببعض مناطق العاصمة ويجري العمل على اكمالها”.

ومنذ حوالي أسبوع، أكد السفير الايراني في العراق، ايرج مسجدي خلال لقائه بالمكلف بمهام وزير الكهرباء عادل كريم، ان حكومة بلاده مهتمة بالتعاون مع العراق، مشيرا الى ان لديها طاقة محددة من الكهرباء لتمريرها الى العراق على اساس تجاري وليس لديها فائض كبير.

وذكر بيان صادر عن وزارة الكهرباء حينها، أنه “جرت خلال لقاء كريم ومسجدي مناقشة امدادات الغاز من الجانب الايراني لادامة زخم العمل بمحطات الانتاج، وصيانة المحولات المعطلة، وان هنالك جملة موضوعات بُحثت تتعلق بمعدلات الغاز، الاولى امكانية تخفيض الاسعار، والثانية موضوع الغرامات”، مبينا ان “هنالك عقدا موقعا بين الطرفين يقضي بضرورة الالتزام ببنوده”. بدوره، يقول الخبير النفطي حمزة الجواهري لـ(المدى)، إن “المبالغ التي صرفت على الكهرباء في العراق، ذهبت للفاسدين ولم تستثمر بصورة صحيحة”.

واضاف الجواهري، أن “المسألة الأهم، تكمن في أن العراق إذا بقي خاضعا للغاز الإيراني، فانه لن ينتج يوما الغاز ولن تستقر الكهرباء فيه”. وأشار الى، أن “هناك سوءا كبيرا في التخطيط وفي الإدارة، وأذرع تتحكم بمجال الطاقة في البلد”.

ويعتمد العراق على الغاز الإيراني في تشغيل محطات الطاقة الكهربائية، حيث يحصل على استثناءات دورية من واشنطن لاستيراد الغاز الإيراني، نظرا للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *