تقرير لــواشنطن تايمز الأميركية: الهجمات ضد البعثات الاجنبية ستزداد عام 2022

سيل نيوز/ متابعة

أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية في تقرير لها اليوم، انه بعد عقدين تقريبا من المهمة العسكرية الأميركية في العراق، وبعد اعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قبل اشهر بان الدور القتالي للقوات الأميركية في العراق سينتهي بنهاية عام 2021، فان العراق قد دخل مرحلة خطيرة مع تحذير نقاد من ان الإدارة الأميركية قد سمحت باستمرار المهمة لقواتها في البلد دون وجود معلم واضح او وصول للمرحلة الأخيرة من الشوط وسط زيادة بالهجمات التي تنفذها فصائل مسلحة مدعومة من ايران في البلد.

ويقول محللون انه بينما تحولت في كانون الاول مهمة الجيش الأميركي رسميا من مهمة قتالية ضد ما تبقى من تنظيم داعش الى دور استشاري للقوات العراقية، فان القوات المتبقية، التي يبلغ تعدادها 2,500 جندي تقريبا، ما تزال تواجه تهديدات متزايدة خصوصا من قبل فصائل مسلحة تدعمها ايران، مشيرين الى ان هذه الفصائل ازداد نشاطها حدة خلال الأشهر الأخيرة على نحو غير متوقع خصوصا وسط سعي داعميهم السياسيين في بغداد للحفاظ على سلطة لهم ونفوذ ضمن الحكومة العراقية الجديدة.

وشهد اول أسبوعين من عام 2022 تنفيذ الفصائل المسلحة لأربع هجمات على الأقل ضد منشآت عسكرية أو دبلوماسية أميركية، بضمنها هجوم صاروخي تم تنفيذه الخميس استهدف السفارة الأميركية في بغداد. وكانت هجمات الفصائل عبر الصيف الماضي قد حفزت بايدن للرد بضربات جوية أميركية في مناسبتين على الأقل استهدفت منشآت للفصائل على طول الحدود العراقية السورية. الهجمات الجوية الأميركية الانتقامية قد ولدت انتقادات من ان إدارة بايدن ستتسبب بذلك الى انجرار القوات الأميركية اكثر واكثر الى شبح مواجهة عسكرية محتملة مع ايران داخل العراق وسوريا مما يجعل القوات الأميركية المتواجدة في البلد عرضة للخطر. واستنادا لبعض المحللين الذين حذروا من ان الفصائل المسلحة التي تميل اكثر الان لتنفيذ هجمات وفق ارادتها بغض النظر عن وجود أوامر من عدمه من الخارج، فان المخاطر التي تواجهها القوات الأميركية في العراق ستزداد سوءا اكثر خلال العام 2022.

مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والمختص بالشأن السياسي والأمني العراقي، قال “حتى ان الإيرانيين منزعجون منهم في الوقت الحالي وذلك لانهم لم يعودوا مستجيبين للأوامر. انهم يميلون لاتخاذ قرارات بأنفسهم وينفذون ما يريدوه هم، حتى لو قال لهم الإيرانيون تفادوا قتل أي جندي أميركي عن طريق الخطأ”. السيناريو الأسوأ سيكون في حال انهيار المفاوضات الأميركية الإيرانية الهادفة للتوصل الى اتفاقية جديدة لتحجيم برنامج طهران النووي. عندها قد تتخلى طهران عن أية عملية سيطرة على هذه الفصائل وتعطيها الضوء الأخضر وقد يتمثل ذلك بموجة من هجمات الطائرات المسيرة والتفجيرات الانتحارية وهجمات أخرى تستهدف الاميركان حصرا. وقال الباحث نايتس “العلاقات الإيرانية الأميركية لعام 2022 ستكون سلبية جدا، وان الوضع الأمني للقوات الأميركية سيكون سلبيا أيضا. قد يستخدمون منظومة أسلحة جديدة، شيئا لم نألفه من قبل أو شيئا لم نكن مستعدين له، وان الشيء الوحيد الذي يردعهم عن فعل ذلك هو انهم يعرفون بانهم لو قتلوا جنديا أميركيا فانهم سيواجهون ردا مقابلا”. المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قال في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي متحدثا عن وضع القوات الأميركية في العراق “من الواضح انهم يتعرضون للخطر في المنطقة. نحن دائما لدينا الحق بالدفاع عن النفس”. أما مستشار الامن الوطني للبيت الأبيض، جيك سوليفان، فقد ذهب ابعد من ذلك في تصريح له بتاريخ 9 كانون الثاني محذرا طهران من ان أميركا ستحشد بسرعة في حال مقتل أي منتسب في الجيش الأميركي من قبل القوات التي تعمل بالنيابة عنها.

وقال سوليفان “كأميركان، لدينا اختلافاتنا الخاصة بشأن الأمور السياسية. ولكننا متوحدون بموقفنا ضد التهديدات والتحريضات، نحن متحدون بالدفاع عن شعبنا. وسنعمل مع حلفائنا وشركائنا لردع أية هجمات تنفذها إيران والرد عليها”. وكانت التوترات قد تصاعدت بين الولايات المتحدة وايران منذ ان انسحب الرئيس السابق ترامب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018. وبلغت التوترات ذروتها في كانون الثاني 2020 عندما تسبب هجوم أميركي جوي بمقتل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي.

ويذكر ان البنتاغون والبيت الأبيض لم يقدما أي مؤشر عن ان الولايات المتحدة تهدف الى انسحاب كلي لقواتها من العراق او سوريا، مما يعطي ذلك صورة مخالفة بشكل واضح عن ما قامت به مؤخرا من انسحاب كامل لها من أفغانستان.

كثير من المحللين يعتقدون انه من المحتمل ان تبقى القوات الأميركية في العراق وسوريا على مدى سنوات طويلة قادمة، وتعمل عن قرب مع القوات العراقية والكردية لمنع أي ظهور جديد لتهديدات تنظيم داعش. وقال الباحث الأميركي، نايتس، ان طهران تطلب من الفصائل المسلحة الان ان لا تتعدى هجماتها مستوى الهجمات “الاستعراضية”، واحد أسباب ذلك هو ان ايران لا تريد ان ترى نفسها في حالة اقتتال مفتوح مع الولايات المتحدة، وكذلك ان القادة الإيرانيين ما يزالون يأملون بانتزاع تخفيف للعقوبات وتنازلات أخرى من أميركا وسط مباحثات الاتفاق النووي المستمرة.

من جانب آخر اكد الباحث نايتس ان البنتاغون سيستمر بمهمة تدريب ومساعدة القوات الأمنية العراقية مع مراعاة عدم نقل تلك المساعدة لمجاميع قد تستهدف القوات الأميركية في البلد.

عن صحيفة واشنطن تايمز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *