الاتحاد البرلماني العربي.. هوية عربية جامعة

 

علي السامرائي

يحتاج العرب في ظل الظروف الراهنة التي يمرون بها الى بلورة رؤية مشتركة ومواقف قومية واضحة وتوحيد للصفوف لمواجهة التحديات التي تواجه كل الامة من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي.
وتواجه العديد من البلاد العربية بلاد ظروفا اقتصادية واجتماعية وسياسية وامنية تستدعي تحركات قوية لترميم البيت الداخلي والتغلب على الصعوبات التي افرزتها مرحلة مابعد غزو العراق واحداث الربيع العربي الذي جلب معه تمزقا للنسيج المجتمعي في اكثرمن بلد.
ويبدو العرب بحاجة الى مؤسسات تجمعهم اكثر من اي وقت مضى لتعبرعن تطلعاتهم وامانيهم واهدافهم حيث يمثل الاتحاد البرلماني العربي احد اهم المؤسسات التي بات وجودها يحمل طابع سياسي وشعبي يعمل الى جانب مؤسسات عربية اخرى لايجاد ظروف مختلفة عن ماهو سائد لاسيما ان دول العالم تتجه الى تقوية المنظمات الاقليمية والقارية التي تمثلها لتحقيق الاهداف المرجوة من وجود مثل هذه التشكيلات.
وعندما يجتمع قادة وممثلو المجالس النيابية المنضوية في الاتحادالبرلماني العربي برعاية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ، للفترة من 23 – 26 شباط ، فان ذلك يمثل حقبة جديدة في مسيرة الاتحاد من خلال تولي زعامة شابة لزمام العمل البرلماني العربي والتعبير عن تطلعات الشعب العربي وممثليه ازاء القضايا المهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في اكثر من دولة واتخاذ القرارات والمواقف المناسبة تجاهها.
ومع بدء العد التنازلي لعقد اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي حرص امينه العام فايز الشوابكة على بذل الجهود الكبيرة للخروج لتوفير فرص النجاح وايلاء الدورة 30 الاستثنائية للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي الدورة 30 الاستثنائية اهتماما خاصا كونها ستناقش آليات وسبل تطوير عمل الاتحادالبرلماني العربي وتذليل المعوقات التي تعيق دوره في اكثر من مجال.
ويزداد الطموح بعد تولي الرئيس الحلبوسي لرئاسة الاتحاد البرلماني العربي بارتفاع زخم العمل النيابي لتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك الذي تحتاجه الامة العربية وهو الهدف الذي تاسس من اجله الاتحاد في حزيران عام 1974 وتفعيل التعاون العربي عن طريق المؤسسات التمثيلية والسياسية والنقابية والمهنية العربية.
سيستثمر الاتحاد الذي يضم 22 شعبة برلمانية تمثل البرلمانات واﻟﻤﺠالس في جميع البلدان العربية عقد اجتماعاته في بغداد للمضي قدما في اجواء تعزيز التعاون البرلماني العربي باعتباره مرتكزا جوهريا في التضامن العربي والتعبيرعن طموحات المواطن العربي وقضاياه والتنسيق اكثر من اي وقت مضى بين البرلمانات العربية في مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمنالقومي العربي في مختلف مجالاته والمشكلات والأخطار التي تهدد العالم العربي في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية ولدى المنظمات الدولية التي يشارك فيها الاتحاد بصفة مراقب.
ان احتضان بغداد لاعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي يعد هوية عربية جامعة سيجعل الجميع امام محطة مفصلية في عودة العراق الى ممارسة دوره المحوري في المنطقة بعد سنوات من الانزواء والعزلة والانتقال الى ادوار اخرى من بينها الدبلوماسية البرلمانية التي ستكون متميزة ومختلفة عن ما كان سائدا ، في ظل الزعامة الشابة التي يمثلها الرئيس محمد الحلبوسي وما سيضفيه وجوده على رأس العمل النيابي العربي من ديناميكية سياسية جديدة تتميز بالفراسة والذهنية الحاضرة بعيدا عن الجمود للتعبير عن تطلعات الشعب العربي ورغباته.