انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للتحكيم في الدوحة عن” التحكيم في الشرق الاوسط – الحاضر والمستقبل”


برعاية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، انطلقت يوم الثلاثاء 19/11/2024 فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للتحكيم الدولي والذي ينظمه مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم بغرفة قطر تحت شعار “التحكيم في الشرق الاوسط – الحاضر والمستقبل ” وعلى مدى يومين يتم خلالهما بحث مجموعة من الموضوعات الهامة ذات الصلة بمسائل التحكيم والتطورات الحديثة في التحكيم الدولي.
وفي مستهل افتتاح فعاليات المؤتمر، الذي حضره الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة غرفة قطر ورئيس مجلس إدارة مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم، والسيد ابراهيم بن علي المهندي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء والشيخ ثاني بن علي ال ثاني عضو مجلس الإدارة للعلاقات الدولية بالمركز، ونخبة من رجال الاعمال والمحكمين الدوليين والقانونيين والمختصين بالتحكيم، فضلا عن 35 متحدثا من كبار الخبراء والمحكمين ، جرى عرض فيلم وثائقي لمركز قطر للتحكيم تناول المسيرة التاريخية لاجراءات التحكيم والقوانين الخاصة بالاقتصاد والاستثمار وصولا الى صوغ قانون متطور بالتحكيم الى جانب انجاز تاسيس مركز قطر المختص بشؤون التحكيم.
واكد الشيخ خليفة بن جاسم ال ثاني رئيس مجلس ادارة غرفة قطر ورئيس مجلس ادارة مركز قطر للتوفيق والتحكيم على إن التحكيمَ اليومَ لم يعد مجرد وسيلةٍ بديلة لحل النزاعات، بل أصبح ضرورةً مُلحة، تتطلبها تعقيدات العلاقات التجارية والاقتصادية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي ، مبينا ان مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم يتبعُ أحدث المبادئ القانونية المستقرة دولياً وفي مقدمتها قواعد التحكيم النموذجية التي اعتمدتها لجنةٌ الأُمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (الأونسيترال) بصيغتها المُنقحة في عام 2010 بخصوص إجراءات التحكيم وكافة التطورات والتحديثات بشأنها، مما يجعله متوافقاً مع المبادئ والإجراءات المعمول بها لدى كبرى مراكز التحكيم الدولية،
واضاف الشيخ خليفة ال ثاني ان المركز وانطلاقا من حرصه على نشر ثقافة التحكيم ومتابعة أحدث التشريعات القانونية العالمية، يُقيم على مدار السنة، الندوات والمحاضرات والدورات التدريبية المُتخصصة والعمل على استضافة خبراء في التحكيم والقانون محليين وعالميين، مستعرضا بعض الإنجازات التي حققها المركز في مجال التحكيم في دولة قطر. من بينها تطوير البنية التحتية القانونية والتشريعية لتعزيز ثقة المستثمرين وحماية حقوقهم. وإطلاقَ المركز لمجموعةٍ من الخدماتِ الإلكترونية معلنا عن تطبيق قواعدَ تحكيمٍ جديدةٍ للمركز، حيث أنه اعتباراً من 1/1/ 2025 سيبدأ مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم بتطبيقِ قواعدَ التحكيم الجديدة والتي شارك في إعدادها ومراجعتها نُخبةٌ من المُحكمين والمُتخصصين والخبراء على الصعيد الوطني والدولي، لتأتي متوافقةً مع أحدث التوجهات العالمية المتعلقة بالتحكيم الدولي.
واشار رئيس مجلس ادارة غرفة قطر ورئيس مجلس ادارة مركز قطر للتوفيق والتحكيم الى ان محاور المؤتمر تُمثل فرصةً ذهبيةً لمناقشة موضوعات حيوية، مثل التحكيم في العقود التجارية الدولية، والتحديات التي يواجهها التحكيمُ في منطقتنا، والتحديات القانونية الناشئة عن عقود التحكيم التي تشملُ الجهات الحكومية ودور القانون أمام هيئات التحكيم.
بدوره اشار السيد ابراهيم بن علي المهندي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ان المؤتمر يأتـي تماشيـاً مـع الجهـود الوطنيـة الحثيثـة لدولـة قطــر في سبيـل تعـزيـز دور الوسـائل البـديلـة لفـض المنـازعـات المدنيـة والتجـاريـة ضمـن منظـومتنـا العـدليـة والقـانـونيـة (بمــا في ذلك التحـكيــم والوسـاطــة) ، كمــا يـأتـي في سـيــاق العـمـــل
على نـشــر وتـعـزيــز ثـقـافـــة التحـكيـم كوسيـلة فعـالـة وناجـعـــة لحـــل وتــسـويــة المنـازعــات ، وبمـا يجـعــل دولـــة قطـــر مـقـــراً إقليـمـيـاً للتحـكيـم ، وواحـــة لحـــل النـزاعـــات التجــاريــة بالـوسـائـل البـديـلـة ، مستــفـيــدةً في ذلك من منـظــومتــهـا الـقـانــونيـة الحــديثـــة والمتــطــورة ، والخــبــرة الـعـاليــة لــدى الجـهــات الـعــدليـــة ومـركــز قـطـــر الدولي للتـوفـيـق والتحـكيــم .
واضاف وزير العدل القطري ان قطر تشهد نهــضـــة تـشــريـعــيـة استُــكمِـلــت بمــوجـبـهـا قــوانــين أســاسيــة تُنـظــم مخـتـلـف أوجـــه تـعـامــلات الأفــــراد والمــؤسســات لافتا الى ان وزارة العدل تضـع، التحـكيـم الدولـي في مقـدمــة أولويـاتـهــا حيث باشـرت الوزارة العـمـل عـلى تهيئـة الـقـرارات التنفـيـذيــة لإعــداد البنيــة التحــتيـة، بــدءاً باعتـمــاد الـهيـكل التنظيـمي لإدارة شــؤون التحــكيـم في وزارة العــدل وتعـيــين اختـصـاصـاتـهـا ، وانتـهــاءً باستـصــدار قـرارات شــروط وأحــكام قبـول المحـكـمين ، وإجـراءات منـح التراخيــص لمـراكــز التحكيـم ، التي يجـري العـمــل على إعـدادهــا حـاليــاً، مبينا ان المؤتمر فرصـة ثمينـة لتــأكيــد أهـميــة التحكـيــم وإعــلاء دوره في مختـلـف المجـالات ، بمـا في ذلك تنميـة الـوعـي المجتمـعـي بالتحـكيـم التجـاري الدولـي ونـشــر ثـقـافـتــه وبـيــان أهـمـيتــــه بالتـعـــاون والتنســيـق مــع شــركــائنــا الـوطـنيـــين والـدولـيـين ، والعـمـــل على إنـشــاء منظــومـــة متـكاملــة للتحــكيــم التــجـــاري الـدولـي،تـعتــمــد التـخـــصـص والكـفـــاءة والفـعـــاليــة والـســرعـــة في تســـويــة المنــازعـــات وبنـــاء الثــقــة بين مخـتــلــف الأطـــراف التجــاريــة مـع ضمــان أعلى مسـتــويــات الـعـــدالــة، بمــا يـعـــزز كــفــاءة العمـليــة التحــكيميــة وجـــودة حـوكمتـهـا .
كما قدمت السيدة انا جوبين بريت الامين العام للجنة القانون التجاري الدولي رئيس قسم القانون التجاري الدولي في مكتب الشؤون القانونية للامم المتحدة كلمة اكدت فيها على اهمية التحكيم في حل المشكلات.
وتخلل الجلسة توقيع الشيخ ثاني بن علي الثاني عضو مجلس ادارة مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم للعلاقات الدولية لمذكرات تفاهم مع عدد من الجهات المعنية بالتحكيم ومنها المجمع الملكي للمحكمين.
بعدها كلمة البروفيسور جاري بورن محكم بمركز قطر الدولي للتوفيق
وشهد اليوم الاول للمؤتمر ثلاثة جلسات تناولت الاولى ملف التحكيم في دولة قطر والنجاحات والتحديات حيث استعرض الدكتور الشيخ ثاني بن علي ال ثاني عضو مجلس ادارة مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم للعلاقات الدولية اهم مايتعلق بهذا الملف وما تضمنه من قوانين لحل المنازعات فضلا عن تسليط الضوء على قانون التحكيم وما تضمنه من مبادئ جديدة استوحت من قواعد دولية بالاضافة الى ما تضمنه من مواد تتعلق بحقوق الشركات والمحكمين وغيرها مما جعل من قطر مكانا جاذبا للتحكيم ، مشيرا الى زيادة عدد القضايا الخاصة بالتحكيم لنحو 60% عن العام الماضي منوها الى جملة تحديات تواجه التحكيم منها عدم وجود شرط تحكيم واضح في العقود تخص جوانب محددة واهمية ان يكون لمحكمة التمييز دور في قضايا البطلان الى جانب حل اشكالية تعيين المحكمين.
كما قدم كل من المحامي يوسف الزمان شرحا عن اتفاق التحكيم بالاحالة وفق التشريع والقضاء في قطر والدكتورة سوزان كريمنان عرضا عن ثورة التكنلوجيا الحديثة في التحكيم بالاضافة الى محاضرة لخالد الجارحي المستشار القانوني لمركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم عن التحكيم والاجراءات الخاصة به والتكاليف.
وتطرقت الجلسة الثانية الى احدث التطورات في قواعد واجراءات مؤسسات التحكيم الاقليمية والدولية فيما ركزت الجلسة الثالثة على دور القانون واجب التطبيق امام هيئات التحكيم.
وشهدت الجلسات الثلاثة مناقشات مستفيضة حول التفاصيل المتعلقة بالتحكيم و اليات تنفيذ القرارات.
وفي ذات السياق قال الدكتور الشيخ ثاني بن علي آل ثاني إن انعقاد المؤتمر للمرة الخامسة في دولة قطر يعكس المكانة المتنامية للدولة كمركز ريادي للتحكيم الدولي، لافتاً الى أن الدوحة أصحبت وجهة  محورية ومنصة رائدة لفض النزاعات التجارية والاستثمارية بكفاءة ومهنية.
ونوه الشيخ ال ثاني بأن المؤتمر يجمع نخبة من المحكمين والخبراء والقانونيين والممارسين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أحدث القضايا والتحديات في مجال التحكيم الدولي، مما يمثل فرصة لتعزيز الحوار وتبادل الأفكار، ومنصة تجمع أفضل الممارسات والخبرات التي تسهم في الارتقاء بآليات التحكيم، بما يخدم مجتمع الأعمال المحلي والدولي.
كما أشار الى أن المؤتمر يتماشى مع رؤية الدولة الطموحة لدعم الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية، مؤكداً بأن التحكيم يسهم في دعم بيئة الأعمال وتوفير مناخ آمن وجاذب للاستثمار، وهو ما يحرص مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم على تعزيزه من خلال نشر ثقافة التحكيم وبناء نظام تحكيمي حديث يواكب التطورات العالمية.
وأكد الشيخ الدكتور ثاني بن علي آل ثاني ان المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات مع مراكز التحكيم العربية والإقليمية والدولية، والترويج للتحكيم باعتباره وسيلة بديلة لفض وتسوية المنازعات التجارية، لما يتسم به التحكيم من مزايا متعددة منها الكفاءة الفنية والسرعة والسرية وبساطة الاجراءات، بما يحقق بيئة استثمارية أفضل تماشياً مع رؤية قطر 2030.
وأوضح ان المؤتمر يحظى بمشاركة محلية ودولية من جانب القانونيين والمحكمين والمستشارون، وجميع المهتمين بالتحكيم في قطر وخارجها، ويتحدث فيه أكثر من 35 متحدثا من الشخصيات الرائدة في التحكيم الدولي.