الكشف عن علاج جديد يمنح الأمل في تقليص وفيات كورونا
توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد إلى أن العلاج بمزيج من الأجسام المضادة أحادية النسيلة والمعروف باسم “ريجين-كوف”، يسهم وبشكل فعال في تقليل نسبة الوفيات بالفيروس، وأيضا تقليص المدة التي يحتاجها الشخص للبقاء في المستشفى.
و”ريجين-كوف” هو مزيج من اثنين من الأجسام المضادة أحادية النسيلة: “كاسيريفيماب” و”إيميفيماب”، ومن إنتاج شركة “ريجينيرون” الأميركية.
وهذا هو العلاج الذي تلقاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقال حينها إنه جعله يشعر وكأنه “رجل خارق”.
العلاج معتمد للاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة وبشكل محدود، إلا أن الجديد في دراسة الجامعة البريطانية هو العدد الذي شملته والذي بلغ 10 آلاف شخص تقريبا، وهو أكبر اختبار سريري للعلاج في العالم، ما يمهد لاعتماده من قبل السلطات الصحية البريطانية، خصوصا أنه يأتي بعد فشل المحاولات التي قامت بها شركة أسترازينيكا، لتصنيع علاج مشابه إلا أن نتائجه لم تكن في المستوى المطلوب.
وتقول دراسة “ريكفوري”لجامعة أكسفورد إن تركيبة الأجسام المضادة التي طوّرتها شركة “ريجينيرون” الأميركية، تقلل من خطر الوفاة بفيروس كورونا، خصوصا الذين لم يطوروا استجابة مناعية ضد الفيروس.
وحسب الدراسة فإن العلاج يقلل من “الحمل الفيروسي” أي أنه يحول دون تكاثر الفيروس داخل جسم الإنسان، ويقلص الوقت اللازم للتخلص من الأعراض، مضيفة أن النتائج الأولية تظهر النفع الكبير للعلاج على المرضى غير القادرين على تطوير الأجسام المضادة.
وتعد هذه التجربة هي الأكبر من نوعها ما يجعلها حسب المعايير الصحية البريطانية قادرة على تحديد ما إذا كان هذا العلاج يقلل بشكل قاطع من معدلات الوفيات لدى المرضى الذين يعانون من مرض”كوفيد-19″.
وبكثير من التفاؤل يتحدث الدكتور محمد الحاج علي الباحث الرئيسي في العلاج المناعي في كلية الطب بجامعة كارديف، عن نتائج دراسة جامعة أكسفورد، مشيرا إلى أن “الأرقام تعطي الكثير من الأمل في أن هذا العلاج إضافة للقاحات سيساعدان في احتواء هذه الجائحة”.
الدكتور الذي شارك في الدراسة باعتباره كبير الباحثين في مستشفى ويلز في تخصص المناعة، يؤكد في حديث نقلته “الجزيرة نت”، أنهم وجدوا خلال البحث أن العلاج يسهم في تعافي المرضى الموجودين في المستشفى والسيطرة على العملية الالتهابية حتى لا تدمر الرئتين.
وعن تركيبة هذا العلاج يفسر الدكتور علي أنه عبارة عن أجسام مضادة وحيدة النسيلة، “وهي بمثابة كوكتيل أو مزيج من جسمين مضادين وحيدي النسيلة ويرتبطان بمواقع مختلفة بالبروتين الشوكي للفيروس الذي يهاجم الرئة،، وتقوم هذه الأجسام بمنعه من الارتباط بالخلية داخل الجسم وعدم التكاثر”.
وتوقع الدكتور الذي يشغل منصب سفير الجمعية البريطانية للمناعة ولقاحات كورونا أن يتم اعتماد هذا العلاج من طرف السلطات الصحية البريطانية “وأن يتم منحه للأشخاص الذين يصلون للمستشفى وهم مصابون بالفيروس ولا يستطيعون تطوير أجسام مضادة”.
وتحدد الدكتورة دانيا أرشيد المتخصصة في علم الأدوية في بريطانيا، الفئة المستهدفة من هذا العلاج “وهي أي شخص لا يستطيع وحده تطوير استجابة مناعية ضد الفيروس وإنتاج أجسام مضادة”، مضيفة أن طريقة تصنيع هذا العلاج تعتبر معقدة وجد متطورة، “ذلك أنها تعتمد على أجسام مضادة معدلة وراثيا ولكنها تحاكي الأجسام المضادة الطبيعية”.
وتفسر الدكتورة دانيا أهمية دراسة جامعة أكسفورد، بأنها “الأكبر من حيث الفئة المستهدفة وكذلك لأن هناك علاجات أخرى كانت موضوع الاختبار ولكنها فشلت في إظهار نتائج جيدة مشابهة لما أظهرته دراسة ريكفوري”، مضيفة أن القائمين على الدراسة اختاروا لها هذه التسمية “لأنها فعلا تساعد في علاج مرضى كورونا خصوصا الذين يصلون لمراحل حرجة”.
وحول احتمال اعتماد هذا العلاج من طرف الهيئات الطبية البريطانية تؤكد الدكتورة دانيا أنه لن يكون هناك أي تسرع، لأن “معايير الأمان جد صارمة في بريطانيا وما زالت هناك اختبارات أخرى سوف تجري على هذا العلاج، لكن نقطة القوة في هذه الدراسة أنها تمت عندما كانت البلاد تواجه الموجة الثانية وأعداد الموجودين في المستشفيات حينها كانت مرتفعة، بحيث تمكن من إجراء تقييم ضخم وعلمي”.