وداعا رياض نعسان أغا
عبدالسميع عزاوي
منذ بداية عام 2007 وحتى 22/11/2009 كنت اعمل مراسلا اخباريا في دمشق
قمت في هذه السنوات بتغطية احوال العراقيين الذين هربوا من العنف الطائفي الذي اندلع في البلاد ،
وحضرت اغلب المؤتمرات الصحفية التي تخص العراق او الفعاليات المشتركة بين دمشق وبغداد
وحدث ان دعيت في عام 2007 لحضور مؤتمر صحفي لوزيري الثقافة السوري والعراقي ، في المتحف الوطني والمخصص عن اعادة مقتنيات اثارية مسروقة للعراق .
كان وزير الثقافة السوري وقتها ، رياض نعسان أغا ،
وهو اديب وشاعر ومؤلف وإعلامي سوري، وكان مستشارا للرئيس الأسبق حافظ الأسد، وتولى وزارة الثقافة منذ عام 2006 .
تحدث بلغة راقية وخطاب واضح وبنبرة اذاعية جميلة واتذكر انه اخطأ نحويا ثم عاد بعد ثوانٍ ليصحح لنفسه ولايترك عليه اي ثغرة لغوية
واعطى معلومات مهمة للصحفيين عن الاثار المسروقة وعملية اعادتها للعراق .
وعندما جاء الدور للوزير العراقي للحديث ، قال شكرا للقطر السوري الشقيق وشكرا ل “ضخامة” الرئيس بشار الاسد على هذه المبادرة ، وتوقف عن الكلام
اتذكر في وقتها ان احد الزملاء الاعلاميين السوريين قال لي : من وين جبتوا هذا الوزير يا عبدالسميع ، من وين استوردتوه وشو كان يعمل قبل الاحتلال ؟
ولم اجب على سؤاله لان لا اعرف الرجل ، الذي حاولت ان اسجل له تصريح صحفي وكان معه مرافق اعلامي ، قام بكتابة تصريح مقتضب في نصف ورقة لاتوجد فيه اي معلومة .
وعندما حاولت ان اسال الوزير آملا الحصول على معلومات اخرى ، توقف المرافق الاعلامي امام كاميرا الزميل عمر الاسدي وقال ممنوع السؤال
وهنا اخرجنا الشريط من الكاميرا وسلمناه له لكي يستفيد من التصريح ” الطاك”
رحم الله رياض نعسان أغا ، الكاتب والشاعر والاديب الكبير ..

