المعموري يدعو الدول الكبرى الى تعويض المتضررين من جراء التغيير المناخي
أكد الدكتور ياسين المعموري أن الفئات الاكثر تهميشا في المجتمع هي الامثر تضررا من التغيرات المناخية.
وقال رئيس جمعية الهلال العراقي خلال مشاركته في النسخة السابعة والعشرين لمؤتمرالأمم المتحدة للمناخ /كوب 27 في شرم الشيخ المصرية الذي يناقش قضايا التغيرات المناخية وعلى رأسها الحد من الأنبعاثات والاحتباس الحراري والتكيف مع الآثار الخطيرة لهذه التغيرات : ” إن مشاركة الهلال الاحمر العراقي جاءت لتعكس معاناة المتضررين من الفئات الاكثر تهميشا في مجتمعاتنا ، وهذه الفئات نحن من يمثلها، جمعيات الهلال الاحمر والصليب الأحمر على مدى الارض كلها، لأن هذه الجمعيات تستهدف رفع معاناة هذه الفئات ، ونجد أن هذه الفئات هي الأكثر تضررا من التغيرات المناخية كما هو الحال في العراق” . وأضاف : ” نلاحظ تأثيرا كبيرا ومباشرا على منطقة هي من أكثر مناطق الارض غنى بالتاريخ ، وهي مناطق جنوب ووسط العراق في سومر وأكد التي شهدت ظهور أولى الحضارات في البشرية على هذا الكوكب،إذ نجد أن معالم الأرض بدأت تتغير بفقدان الكتلة المائية الكبيرة، كتلة الاهوار التي يعيش عليها أعداد كبيرة من العراقيين الذين يمتهون مهنة الصيد والزراعة وتربية المواشي التي تعد من اقدم المهن في التاريخ “.
لافتا إلى :” أن المواشي التي يتم تربيتها في مناطق الأهوار هي من نوع خاص، فهي تحتاج الى بيئة رطبة للعيش فيها، وهذه المجتمعات بدأت تفقد مصدر رزقها الوحيد نتيجة التغيرات المناخية والجفاف الذي اثر عليها وفقدان المسطحات المائية”.
وأردف رئيس جمعية الهلال العراقي قائلا :” نشعر بالأسف حين نجد أن هذه المجتمعات بدأ أفرادها يهجرون هذه المناطق ويتركوها لعدم توفر فرص للاستمرار والديمومة فيها “.
وشدد المعموري في كلمته بالمؤتمر الذي حضره ممثلون عن مختلف دول العالم : ” أن مشاركة الهلال الاحمر العراقي جاءت لرفع أصوات ابناء الاهوار ونتوقع ان يتخذ العالم اجراءات باتجاه تعويضهم ورفع المعاناة عنهم ، وباتجاه الحد من هذه المعاناة مستقبلا، لأن ما حدث قد حدث، ونحن لا نرغب أن يستمر هذا الى الابد ، ونرغب أن لا تعيش هذه المجتمعات على الإعانات، لأنها مجتمعات منتجة وقادرة على ان تعيل نفسها وتعيل الاخرين ” . مبينا : ” أن التغيرات المناخية جعلت هذه المجتمعات تعتمد على الغير في العيش، وهذا ليس سببهم وإنما بسبب التطور التكنولوجي والاستهلاك الكبير للطاقة في المجتمعات المتطورة الذي اثر بشكل كبير على هذه المجتمعات الضعيفة”.
ودعا رئيس الهلال الاحمر الدول الكبرى لتعويض المتضررين من جراء التغيير المناخي قائلا :” حتى لو كان العراق واحدا من أكبر مصدري النفط. لكنه يقف عاجزا أمام هذه التحديات ، لأنه أمام تحديات أخرى، فهذه التحديات ليست من صنع العراق أو من صنع دول العالم الثالث التي تشابه العراق في وضعها ، فهي أقل استهلاكا للطاقة وأقل تاثيرا في التغيرات المناخية، ومسؤولية التعويض هي مسؤلية الدول الكبرى التي احدثت التغير المناخي والذي اثر على هذه الدول الضعيفة، وقد وجدنا مؤشرات تعاون من هذه الدول”
يشار الى ان بدايات انعقاد مؤتمر المناخ تعود الى تسعينات القرن الماضي، ومايميز مؤتمر شرم الشيخ للمناخ هذا العام هو إدراج قيام الدول الغنية بدفع تعويضات للدول الفقيرة الأكثر تضررا من تبعات تغير المناخ، إذ اتفقت الدول المشاركة على تغطية ترتيبات التمويل للخسائر والأضرار الناجمة عن التغير المناخي .