بارزاني : المجتمع الدولي يريد مساعدة بغداد واربيل في حل مشاكلهما
بعد اختتام برنامج زيارته ومشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، أدلى رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، بعد ظهر اليوم الأحد 19 شباط 2023، بتصريح صحفي تحدث خلاله عن مشاركته في المؤتمر ولقاءاته واجتماعاته.
في البداية، قال بارزاني: “هذه المؤتمرات بصورة عامة، سواء مؤتمر ميونخ أو دافوس أو غيرهما، هي فرصة تتاح لإقليم كوردستان ليتمكن من عرض رؤاه ووجهات نظره بصورة طبيعية وبدون الإجراءات البروتوكولية المبالغ فيها على شركائه في المجتمع الدولي. هذه اللقاءات مهمة ليطلعوا هم على وجهات نظر إقليم كوردستان ويطلع إقليم كوردستان على آراء المجتمع الدولي. في هذا المؤتمر، كانت لنا مجموعة من اللقاءات، في هذه اللقاءات ترتبط في الأغلب بأوضاعنا، وكانت في الغالب لتسليط الضوء على علاقاتنا مع بغداد، والتي كانت المحور الأساس في كل الاجتماعات، يريد المجتمع الدولي عموماً المساعدة في حل المشاكل بين أربيل وبغداد لأنهم يعتقدون، وهذا هو الصحيح، أن من المهم جداً أن يستتب الاستقرار من الناحية السياسية في البلد، ومن خلال حل المشاكل بين الإقليم وبغداد يتحقق هذا الاستقرار السياسي في العراق بصورة أفضل، وهذا صحيح. من جانبنا، أكّدنا لكل الشركاء أن إقليم كوردستان يدعم السيد رئيس الوزراء والحكومة العراقية الجديدة، وأن إقليم كوردستان يريد حل مشاكله مع بغداد بموجب الدستور العراقي وفي إطار الدستور، ونأمل أن تكون بغداد ترى نفس الرأي وأن تبذل مساعي جادة لحل المشاكل”.
المحاور الأخرى للاجتماعات ركزت على مسألة الحرب الأوكرانية الروسية. وفي هذا الإطار يعد موضوع الطاقة موضوعاً هاماً لهذه الدول، ومن المؤكد أن العراق بصورة عامة، وإقليم كوردستان ضمن إطار العراق، مع وجود رؤية صائبة وصحيحة في العراق، أن يقدم مساعدة كبيرة في هذا السياق. كان هذا محوراً آخر ناقشناه في اجتماعاتنا. كما بينت لكم، هذه الاجتماعات تمثل فرصاً للقاء هذه الوفود عن كثب خلال فترة زمنية قصيرة والتباحث معها. ما أشعر به بالتأكيد هو أن لإقليم كوردستان مكانته الخاصة ويتمتع عموماً بمكانة خاصة في المجتمع الدولي. وحتى الآن لا يزال موضوع الإرهاب وتهديدات داعش ينظر إليها كتهديدات جدية، وهذا هو رأينا نحن أيضاً فنحن لا نرى داعش قد انتهى، بل أنه لا يزال قادر على أن يمثل تهديداً جدياً يستطيع زعزعة الاستقرار في العراق، وكان هذا واحداً آخر من المحاور التي تطرقنا إليها خلال اجتماعاتنا. بالطبع كانت هناك تساؤلات أخرى، وكان هناك تشجيع من الوفود التي التقيناها باتجاه ضرورة أن يكون الصف الكوردي موحداً وأن الكورد يجب أن يحلوا خلافاتهم فيما بينهم ليستطيعوا التحول إلى كتلة قوية من أجل حل كل المشاكل الموجودة بينهم وبين بغداد، ونحن بدورنا أكّدنا أنه صحيح أن هناك مشاكل ولا يمكن نفيها، لكن مع ذلك فإن حجم المشاكل ليس بالضخامة التي تجعلنا عاجزين عن معالجتها وحلها”.
ثم أجاب بارزاني على أسئلة الصحفيين بخصوص مكانة ودور إقليم كوردستان في مجالات الأمن والطاقة وحل المشاكل، قائلاً: “مسألة الأمن ومسألة الإرهاب مسائل مشتركة بيننا في جميع الأطراف. تهديد الإرهاب قائم في العراق وفي كوردستان وفي الدول الغربية أيضاً. بالتأكيد كانت لنا تجارب كثيرة مع الدول الغربية ومع أمريكا. في هذه الاجتماعات، سواء مع الأمريكيين أو مع الأوروبيين، عبرنا لهم عن شكرنا للدعم والمساندة المتواصلين من جانب هذه الدول التي ساعدتنا في التعامل مع مسألة الإرهاب وخطر الإرهاب على العراق وعلى الدول الغربية. ما لمسناه نحن هو أنهم أيضاً يتفهمون أن هذه المسألة لم تنته، ومن جانبنا أبدينا استعدادنا للاستمرار في التعاون فيما بيننا، وأوضحنا لهم الدور الكبير للبيشمركة ولقواتنا الأمنية ولشعبنا منذ العام 2014، في هزيمة الإرهاب، وأن من المؤكد أن إقليم كوردستان سيواصل المضي في هذه السياسة”.
وعن تحديد موعد لإجراء الانتخابات البرلمانية في إقليم كوردستان، واجتماع بارزاني مع الأطراف السياسية وحل المشاكل، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: “كان ينبغي أن نجري الانتخابات السنة الماضية، لكن للأسف أدت مجموعة أسباب إلى عدم إجرائها حتى الآن. نأمل أن تجرى الانتخابات خلال السنة الحالية بالتأكيد. سياسة رئاسة الإقليم تقضي بأن نباشر بعد عودتنا من ميونخ بإجراء لقاءات مع القوى والأطراف السياسية الكوردستانية، وسيكون موضوع الانتخابات الموضوع الرئيس في اجتماعاتنا مع الأطراف السياسية ومع المكونات الأخرى. إضافة إلى ذلك نحن ملزمون ببعض التوقيتات والمواعيد، وبصفتي رئيساً للإقليم عليّ أن أحدد موعد إجراء الانتخابات. الانتخابات يجب أن تجرى، ومن المؤسف جداً أنها لم تجر. عدم إجراء الانتخابات يعرّض مجمل العملية السياسية وشرعية إقليم كوردستان للتساؤل. لذا آمل من جميع الأطراف السياسية في إقليم كوردستان أن تحمل هذه المسألة على محمل الجد وتوليها اهتمامها وأنا بصفتي رئيس الإقليم وتقع على عاتقي هذه المسؤولية القانونية سأفعل كل ما هو لازم وفقاً لقانون رئاسة الإقليم وأنفذه”.
وحول اجتماعه مع السيد رئيس الوزراء العراقي في ميونخ، وحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، أوضح : “اجتمعنا هنا مع رئيس الوزراء، واتفقنا في الرأي بأن هذه المسائل يجب حلها في أقرب وقت. كان وفد حكومة إقليم كوردستان في بغداد الأسبوع الماضي وجرى بحث هذه المسألة، وكما أسلفت، نحن جادون في إرادة حل هذه المسألة مع بغداد، حلاً ضمن إطار الدستور العراقي. أرجو أن نحلها فليس أمامنا طريق آخر. تشكيل هذه الحكومة جاء نتيجة للشراكة بين الكورد والطرف الشيعي والطرف السني، واتفقنا على منهاج، وكتبنا ذلك كتابة ووقعنا عليه. إن لم تكن الأطراف الأخرى تريد الالتزام بهذا الاتفاق، عندها لن يكون هناك أي معنى لبقائنا نحن الكورد في هذه الحكومة، وأعتقد انهم يتفهمون هذا. ما نطلبه نحن، هو أننا نطالب ونأمل تنفيذ هذا الاتفاق الذي كتبناه ويضم خارطة الطريق لحل كل هذه المشاكل. المختلف هنا، والذي نشير إليه في كثير من المرات، هو أن هذه الحكومة المشكلة الآن في العراق، الاختلاف بين هذه الحكومة والحكومات السابقة، هو أن هذه هي المرة الأولى التي يوجد فيها شيء مكتوب بيننا، وفي هذا المكتوب تم تحديد خارطة الطريق لحل المشاكل. لهذا، فإن رئيس الوزراء، وكذلك الطرف الشيعي، والطرف السني، والطرف الكوردي، عليهم أن يلتزموا بتنفيذ هذا الاتفاق. بالطبع، لا يزال الوقت مبكراً جداً، فرئيس الوزراء باشر مهامه وهو في منصبه منذ أربعة أشهر فقط، ونحن متفائلون ونريد حل هذه المشاكل بالحوار وفي إطار الدستور العراقي، وليس أمامنا حل آخر، ويجب أن تحل”.
وعن موعد عقد الاجتماع بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، قال بارزاني: “كما قلت، هناك مشاكل بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، لكن كل تلك المشاكل ليست مبعث قلق كبير للغاية. أنا لا أريد تصغيرها لدرجة القول بأنه لا توجد مشاكل، ولا أريد القول إن كل الأمور بخير، فالأمر ليس كذلك، بل هناك مشاكل وخلافات. لكن السؤال هو هل أننا بلغنا حداً تمثل فيه تهديداً كبيراً لإقليم كوردستان؟ أنا أعتقد أن الجواب هو: لا. لكن الذي يهم هو أن على إقليم كوردستان بكل مكوناته وقواه السياسية أن يدرك أننا معاً نستطيع العمل، وإن لم نكن معاً سنعجز عن إنجاز أي شيء لإقليم كوردستان. هذه الرسالة يجب أن تدركها القوى السياسية كافة، علينا أن نقبل بعضنا البعض. صحيح أن هناك اختلافات بيننا وعندنا أحزاب متنوعة، لكن بالنتيجة عندنا بلد واحد وهذا البلد وهذا الشعب سيبقيان. وعلى القوى السياسية أن تتخذ قراراتها في إطار مصالح مواطني إقليم كوردستان، ويجب أن تكون مصالح مواطني إقليم كوردستان ومصلحة إقليم كوردستان فوق كل شيء آخر. الاجتماع كان ينبغي أن يعقد في وقت سابق، وأرى أن هذا الاجتماع سيعقد في موعد قريب”.
وبشأن علاقات إقليم كوردستان وقطر والمشاريع المستقبلية المشتركة بين الجانبين، قال : “علاقاتنا مع الدول العربية هي علاقات صداقة وعلاقات أخوية، وهذا ينطبق على علاقاتنا مع قطر. التقينا هنا مع وزير الخارجية القطري، وقبلها كانت لنا زيارة إلى قطر ودولة رئيس وزراء حكومة الإقليم أيضاً زار قطر. تطوير العلاقات الثنائية مع الدول العربية له أهمية كبيرة لنا في إقليم كوردستان، ونبحث الآن مع قطر في الفرص الاقتصادية التي يستطيعون من خلالها تقديم المساعدة للعراق ولإقليم كوردستان. هذه الأمور بحثناها في لقائنا هذا مع وزير الخارجية القطري. وعلاقاتنا الثنائية معهم علاقة جيدة جداً وبالتأكيد ومن خلال التعاون مع بغداد سيفتتحون قنصليتهم في أربيل قريباً، وفتح القنصلية علامة على تقدم العلاقات الثنائية بين إقليم كوردستان ودولة قطر”.