حقل كورمور الغازي .. مشروع استثماري ضخم يعزز امن الطاقة في البلاد

كتب/ المحررالاقتصادي لوكالة سيل نيوز
حقل كورمور هو اكبر حقل للغاز الحر في العراق مساحته الإجمالية 135 كيلو متر مربع في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية باقليم كردستان ،
ويعد الشريان المغذي لمحطات الكهرباء في اقليم كردستان ويأمن 550 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز يوميا لاربع محطات كهرباء في محافظتي اربيل والسليمانية حيث ان الغاز المجهز ينتج 2500 ميكاواط من الكهرباء بنسبه اكثر من 80٪ من الانتاج الكلي للكهرباء في اقليم كردستان
اكثر من 6 مليون مواطن عراقي يستفيد من الكهرباء والغاز المنتج من الحقل
ويؤمن اغلب احتياجات الغاز المسال اذ ينتج الحقل 1100 طن من الغاز المسال والذي يستعمله المواطن العراقي في الطبخ ، التدفئة ، قطاع النقل كوقود للسيارات التي تعمل بالغاز بدل عن البنزين ، قطاع الزراعة كمشاريع الدواجن ، الصناعات العملاقة كمعامل الصلب والعديد من الصناعات الاخرى
حقل كورمور يؤمن مئات فرص العمل للمواطنين العراقيين بالعمل المباشر بالمشروع والاف فرص العمل بالعمل غير المباشر ، كما يستفيد اكثر من 6 مليون مواطن عراقي من الكهرباء والغاز المنتج من الحقل
المشروع من اكبر المشاريع الستراتيجية في العراق وتديره شركتي دانة غاز ونفط الهلال الاماراتيتين وتم استثمار مبلغ 2،2 مليار دولار بالمشروع
تعمل دانة غاز ونفط الهلال حاليا ببناء محطة غاز بطاقة 250 مقمق من المؤمل جهوزيته نهاية العام الحالي ليرفع الطاقة الانتاجية الى800 مليون قدم مكعب من الغاز ويرفع الطاقة الانتاجية للغاز المسال الى 1500 طن
يعيد المشروع حوالي 3 مليار دولار الى ميزانية حكومة الاقليم ، بمعنى اخر لو ان المشروع لم يكن موجودا على الارض لتوجب على الاقليم شراء مادة الديزل باهضة الثمن والملوثة للبيئة
لان كل وحدة من وحدات محطات الكهرباء بحاجة الى 35000 لتر ديزل بالساعة وهذا يثبت الكم الهائل من الديزل الذي تحتاجه محطات الكهرباء لو لم يتوفر الغاز
المشروع قادر على تأمين كل احتياجات الغاز لكل محطات الكهرباء في عموم العراق بل ان المشروع قادر على تأمين الغاز لكل الصناعات الستراتيجية بالعراق المتمثلة بمعامل السمنت ومعامل الصلب والحديد ومصانع البتروكيمياويات
حقل كورمور يضع العراق ضمن الدول المتقدمة على الخريطة الاقتصادية المعتمدة على صناعة الغاز وهناك مشاريع لزيادة انتاجه الى كميات اكبر تصل بالانتاج الى حدود 800 مقمق مما سيقلل من اعتماد العراق على كميات الغاز المستورد
وبعد ان ساهم الحقل من سد حاجة اقليم كردستان للغاز ،يتم الاعداد لتوريد الغاز الى الشبكة الوطنية لتغذية محطات شمال ووسط العراق
يوفر الحقل للعراق موارد تتجاوز 30 مليار دولار من العوائد المباشرة على خزينة الدولة او تلك التي وفرها المشروع على خزانة الدولة من خلال استخدام الغاز بدلا من الوقود السائل
هذا المشروع ينتج بكلف قليلة قياسا بكلف الغاز المستورد ولهذا مردود اقتصادي ومالي مهم يستفيد منه العراق
ينتج حاليا كميات كبيرة من المكثفات النفطية التي تستخدم في تحسين النفط الخام او مجالات اخرى ويتم كذلك انتاج الغاز المستخدم في الطبخ
العاملون في هذا المشروع 90 بالمئة من العراقيين سواء في المكاتب او حقل الغاز ومنشات مختلفة فضلا عن تنشيط الاقتصاد في المنطقة التي يعمل بها
تعرض الحقل الى تسع هجمات اولها في منتصف عام 2022
بينها 6 هجمات بالصواريخ و3 طائرات مسيرة مفخخة اما الهجوم الاخير وهو الاعنف والذي كان في الخامس والعشرين من نيسان الماضي فقد استهدف خزان تجميع المواد السائلة وقد ادى
الهجوم الى مقتل 4 موظفين اجانب وجرح 8 اخرين من بينهم عراقيون .
كما تسبب الهجوم بتوقف الحقل عن الانتاج وامداد الغاز الى محطات الكهرباء التي فقدت 2500 ميغاواط اي بنسبة 80 بالمئة من انتاج الكهرباء الكلي في الاقليم فضلا عن تأثر محطات محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين التي تزود بالطاقة الكهربائية من محطات اقليم كردستان

يرى خبراء في الاقتصاد ان قصف المشروع يمنع العراق من اخذ دوره الستراتيجي الحيوي في صناعة الغاز وجميع الصناعات الاخرى والتي تؤمن الالاف فرص العمل للعراقيين وان الهجمات الصاروخية نموذج سلبي وطارد للاستثمار ، فكيف يفسر لمن يرغب بالاستثمار ان حقلا مهما من حقول الغاز قد تعرض الى هجمات متكررة ولم يكشف الجناة الى الان .
ويبقي العراق بحاجة ماسه لتوريد الغاز من الدول المجاورة وباسعار خيالية مما يؤثر بشدة على ميرانية الدولة .