تمرين يساعد على معالجة الذاكرة
شفت دراسة جديدة عن تأثير تمرين الذاكرة أثناء النوم في تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وتعمل على ارتفاع فرص العلاج، مما يعزز حياة المرضى ويزيد من فرص تعافيهم.
أظهرت دراسة جديدة أن إجراء تمرين لتوحيد الذاكرة أثناء النوم، جنبًا إلى جنب مع علاج منظم لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) خلال النهار، قد يساعد في تقليل شدة الأعراض المتعلقة بهذا الاضطراب.
وأشارت الدراسة، التي أجراها فريق من مركز أمستردام الطبي وجامعة أمستردام في هولندا، إلى أن تطبيق تقنية النوم المعروفة باسم “التنشيط المستهدف للذاكرة” (TMR) يعمل على تعزيز العلاجات الحالية لاضطراب ما بعد الصدمة، ويعتبر إضافة مفيدة في علاج المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب.
علاج جديد لاضطراب ما بعد الصدمة
يعتبر “هاين فان مارل”، أستاذ الطب النفسي وعلم الأعصاب في مركز أمستردام الطبي أن العلاج فرصة للإتيان بعلاجات جديدة للاضطرابات النفسية، وخاصة اضطراب ما بعد الصدمة، وقال “هدفنا هو اعتبار النوم نافذة علاجية جديدة لاضطراب ما بعد الصدمة. وهو أول إثبات لمفهوم قد يساعد في تعزيز تأثيرات العلاج النهاري خلال النوم”.
العلاج بالتنشيط المستهدف للذاكرة (TMR)
التقنية التي تم تطبيقها في الدراسة تتضمن استخدام الصوت المتحرك أو النقرات الصوتية التي سُمعت خلال العلاج، حيث جرى استخدامها مجددًا أثناء النوم لتعزيز عملية معالجة وتوحيد الذاكرة في الدماغ. وكان هذا بالتوازي مع العلاج التقليدي لاضطراب ما بعد الصدمة مثل “إزالة الحساسية وإعادة المعالجة بحركات العين” (EMDR)، وهو علاج مثير للجدل في مجال الطب النفسي حيث يهدف إلى تقليل تأثير الذكريات الصادمة.
التأثيرات الإيجابية لتقنية TMR
وشملت الدراسة مراقبة 33 شخصًا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بعد خضوعهم لجلسة EMDR في المساء، حيث تم تشغيل نفس الصوت المستخدم في الجلسة أثناء نومهم. أظهرت الفحوصات أن مستويات نشاط موجات الدماغ المرتبطة بمعالجة الذاكرة كانت أعلى بشكل ملحوظ لدى هؤلاء الأشخاص مقارنة بمن لم يخضعوا لتمرين الذاكرة أثناء النوم، مما يشير إلى أن تقنية TMR كانت تعزز فعالية جلسة EMDR.
وتمت ملاحطة ان الليلة التي تم فيها تحفيز TMR، عزز تشغيل أصوات النقر المرتبطة بـ EMDR بشكل فعّال فسيولوجيا النوم المسؤولة عن توحيد الذاكرة، مع تحسن كبير في الأعراض لدى المرضى الذين تعرضوا لتحفيز TMR.
وأظهر الأشخاص الذين تلقوا تحفيز TMR تحسنًا ملحوظًا في سلوك التجنب، وهو ميل المرضى لتجنب المحفزات المرتبطة بتجاربهم الصادمة. كانوا أقل ميلًا لتجنب المثيرات التي ترتبط بذكرياتهم الصادمة مقارنةً بالأشخاص الذين خضعوا لـ EMDR فقط دون تحفيز TMR.
أمريكا تزيد إنتاج أدوية اضطراب فرط الحركة لمواجهة «الأزمة العالمية»
دور EMDR في علاج اضطراب ما بعد الصدمة
لم تغفل الدراسة أهمية العلاج التقليدي لاضطراب ما بعد الصدمة، إلى جانب استخدام تمارين الذاكرة والعلاجات رغم أن الدراسة أظهرت تحسنًا في بعض الأعراض، إلا أنه لم يتم اكتشاف فرق كبير في النتائج السريرية بين الأشخاص الذين تلقوا علاج TMR والأشخاص الذين لم يتلقوا هذا العلاج. يعتقد الباحثون أن ذلك قد يعود جزئيًا إلى فاعلية العلاج التقليدي EMDR بحد ذاته.
الآثار النفسية والتوقعات المستقبلية
من الأمور المهمة التي أظهرتها الدراسة هو أن تقنية TMR لم تتسبب في أي تجارب نفسية سلبية أو كوابيس لدى المرضى، مما يشير إلى تأثير إيجابي محتمل. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد النتائج على أن نشاط الدماغ وتحسن سلوك التجنب قد يكون له تأثير إيجابي، مما يفتح المجال لدراسات إضافية تشمل عددًا أكبر من الأشخاص على مدار فترة أطول.
تشير هذه النتائج إلى أن تقنيات النوم مثل TMR قد تشكل إضافة واعدة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، مع إمكانية تحقيق نتائج إيجابية من خلال دمجها مع العلاجات الحالية، مما قد يساهم في تقليل شدة الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى في المستقبل.