على رأس هلكورد يقف هواة التسلق بانتظار دعم الرياضة الناشئة

مصطفى سلمان – أربيل

 يقود كارون عقراوي( 38 عام ) فريقه ” خوشناو أربيل” لتسلق الجبال برحلة شاقة يحفها التحدي وروح المنافسة مع الفرق الاخرى .

 

على بعد نحو 250 كم، شرقي أربيل يستطلع الفريق منطقة جديدة في سلسلة الجبال المحيطة بقضاء جومان، على مقربة من الحدود الايرانية، يتراصف الفريق ويراقب أحدهم الاخر، في محاولة للبحث عن قمة جبل أعلى يسجلون فيها رقما قياسيا جديداً

 يقول كارون: إنهم  يبحثون خلال جولتهم هذه عن مرتفع جبلي جديد، لتسلقه، ويشير عقراوي الى أنهم تمكنوا من تسلق جبال هلكورد لمرتين  (3600 ) مترا، فوق مستوى سطح البحر ( ثاني اعلى قمة جبال في العراق) ويضيف، أنهم انطلقوا في الساعة الرابعة صباحا ووصلوا الى القمة عند الساعة الثامنة صباحا، على مرحلتين.

 مخاطر الرحلة : 

رغم  وجود  مخاطر عديدة في الجبال المترامية الاطراف في اقليم كردستان (شمال العراق) ، كالحيوانات المفترسة، والدببة البرية  التي اطلقتها مؤخرا لجنة حماية البيئة، في إطار جهود لاعادة توطين الحيوانات البرية في البيئة الام، لهذه الحيوانات، ورغم وعورة الطريق، إلا أنها على ما يبدو تضيف نوعا من الحماس لدى الفريق وتزيد من رغبتهم في الوصول بأي ثمن، يقول ” تانيا بلباس” احد اعضاء الفريق (35) عاما: انا ضمن خمسة أعضاء جئنا الى هنا، في رحلة تحد جديدة، لقد تسلقنا جبالا عديدة منها برادوست، وهلكورد، وسفين، وجبال كاروخ ايضا، يشعرنا ذلك بنشوة التميز التي نبحث عنه، ويضيف بلباس وهو يسير دون توقف، نطمح لتشكيل فريق مدرب بحرفية عالية للدخول بمنافسات عالمية.

 رياضة ناشئة :

يتمتع العراق، وخاصة في اقليم كردستان العراق بوجود منطقة جغرافية طبيعة، جعلتها محط انظار الرياضين وهواة التسلق ليس على مستوى اقليم كردستان فحسب،  بل على مستوى العراق كله، لكن هذه الرياضة لم تجد الدعم الكاف، الذي يمكنها من المنافسة عالميا، رغم ان الرياضات الناشئة بحاجة لدعم متواصل يمكنها من دفع عجلتها للامام، واقتصرت هذه الرياضة على فرق الهواة المحلية، والتي تأسست بجهود فردية من الهواة انفسهم.

 سياحة وأرباح: 

 ترتفع درجات الحرارة صباحا في منطقة جومان، لكنها على العكس تمام بعد غروب الشمس فدرجات الحرارة تبدأ بالانخفاض التدريجي حتى تصل الى الصفر بعد منتصف الليل، وذلك بسبب وجودها في المنطقة الجبلية، التي اتاحت لها هذا التقلب اليومي في الطقس، ونحن نسير في طريقنا الى بحيرة كومي فيلاو ( بحيرة طبيعية ) في جبال جومان، شاهدنا عشرات العوائل، التي بدأت برفع خيامها في الصباح، يقول ” ابو كاميران” ( 40 عاما ) إنه وصل الى البحيرة عصر أمس” وقد قرر التخييم على مقربة من البحيرة، لقاء وقت ممتع يستجم فيه مع عائلته واطفاله، ويضيف، إن هذه المنطقة لا يعرفها الكثير من السياح، وكما تشاهد فان الطبيعة خلابة جدا، واجد من الضروري على هيئة السياحة، الاهتمام بها وتوفير اماكن استراحة لتكون منطقة سياحية تدر الارباح، يختم ابو كاميران حديثه قائلا: ساعود الى هنا الاسبوع المقبل.

 تعد السياحة مصدرا مهما من مصادر الدخل، لاقليم كردستان، اذ شهدت الاقليم طفرة نوعية بعدد المرافق السياحية خلال العقد الماضي، الا ان وباء كورونا شل الحركة السياحية وتركها تلفظ نفسها الاخير قبل عام، اذ سجلت العام الماضي هيئة السياحة في الاقليم نسبة السياح ” صفرا” وهو رقم لم يكن متوقعا لدى الاقليم كله في يوم من الايام.

 لكنها تنفست الصعداء مؤخرا بعد اعادة فتح الطرق بين الاقليم وبقية المحافظات، وتحاول السلطات تعويض الخسائر الكبرى الناجمة عن ذلك الغلق.

 وكانت هيئة السياحة قد وضعت في مخططها، ملامسة رقم قياسي للسياح يصل الى 4 ملايين سائح .

 بعد ساعة اواكثر بقليل اتصل بنا “كاروان عقراوي” قائد فريق التسلق، ليخبرنا أنه سيقيم الليلة عند البحيرة، وطلب منا البقاء معهم لليلة بحثية سيتجولون فيها بين الجبال، لكن اتصاله جاء متأخرا، فقد ابتعدنا عنهم لاكثر من 100 كم في طريق عودتنا الى أربيل .. غدرنا المنطقة.

جبل هلكورد ثاني اعلى قمة جبال في العراق 3600 متر

بحيرة فيلاو فجرا

صورة من داخل خيمة نصبت قبل ليلة  عند البحيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *