واشنطن بوست: الحرس الثوري يلعب دورًا رئيسيًّا في سلسلة تهريب الوقود الإيراني
سيل نيوز/ بغداد
کتبت صحيفة “واشنطن بوست”، في إشارة إلى سلسلة كبيرة لتهريب الوقود من إيران، نقلًا عن خبراء سوق النفط والبحارة، أن أفرادا من الحكومة الإيرانية والحرس الثوري وعدد من الشركات المسجلة في دول الخليج يلعبون دورًا رئيسيًّا في تهريب الوقود الإيراني إلى الصومال واليمن والصين ودول أخرى.
ويذکر التقرير نقلًا عن البحارة الذين شهدوا تهريب الوقود الإيراني، طرقًا مختلفة لبيعه، بما في ذلك التحميل الليلي والخفي في المياه الدولية الخليجيَّة وبحر عمان، وتحميل الوقود من سفينة إلى أخرى عن طريق إيقاف نظام الكشف الآلي لتفادي التعقّب، وتهريب الوقود بإصدار مستندات مزورة لنقطة انطلاق الشحنات.
وفي هذا التقرير، قال عدد من البحارة الذين هم على دراية بأساليب تهريب الوقود الإيراني، إن معظم البحارة يفضلون التزام الصمت حيال الأمر.
ومع ذلك، وفقًا للبحارة الذين عملوا على متن سفن أو شركات متورطة في تهريب الوقود الإيراني، فقد تكثفت أعمال إيران غير القانونية في هذا المجال منذ عام 2018 بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات النفطيَّة على إيران.
وبحسب ما أفاد به بحارة شهدوا عمليات تهريب الوقود الإيراني، فإن ناقلات الوقود كانت ترسو خارج المياه الإقليمية الإماراتية، وكانت قوارب صغيرة تنقل الوقود الإيراني إليها ليلًا في الخفاء.
وقال بحّار هندي يعمل لدى شركة في دبي تقوم بتهريب الوقود الإيراني إلى الصومال، قد تستغرق عملية نقل الوقود الإيراني المهرب من القوارب الصغيرة إلى الناقلات من أربعة إلى خمسة أيام.
وكتبت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلا عن شاهد آخر على تهريب الوقود الإيراني، إن الناقلات تغلق نظام الكشف الآلي عند تحميل الوقود المهرَّب حتى لا يتم تعقبها، فإذا وصل خفر السواحل الإماراتي أثناء النقل، يوقفون العملية ويهربون.
وجاء في تقرير صحيفة “واشنطن بوست” نقلًا عن خبراء سوق النفط والبحارة، أن للحرس الثوري الإيراني وعدد من الشركات المسجلة في الدول الخليجيّة دورًا رئيسيًّا في تهريب الوقود من إيران إلى الصومال واليمن والصين ودول أخرى.
وذکرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلًا عن بحارة وشهود، أنه بالإضافة إلى تهريب الوقود الإيراني في البحر ليلا، فإن هناك طريقة تهريب أخرى، حيث كانت ناقلات الديزل تنطلق من إيران، لكن يتم إصدار مستندات مزورة لنقطة انطلاقها، للتظاهر بأنها قادمة من العراق أو الإمارات العربية المتحدة.
وقال “أندرياس كريج” المحاضر بكلية الدراسات الأمنية في “كينجز كوليدج” لندن، لصحيفة واشنطن بوست: “الحرس الثوري مؤسسة فاسدة للغاية، وإذا نظرنا إلى كمية الوقود التي يتم تهريبها سنويًّا من إيران، فإننا نتحدث عن ملايين البراميل”.
وفي إشارة إلى صعود القوات المسلحة الإيرانية على متن سفينة “أسفلت برينسيس” هذا الصيف وضرب وتكبيل طاقم السفينة وتدمير معداتها، نقل التقرير عن أحد مهندسيها قوله إن قائد القوة أبلغ طاقم السفينة، إذا تحدث أحد أو أراد أن يفعل شيئًا، فسوف نقتله.
واعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن جزءًا من تصرفات الحرس الثوري ناتج عن النزاعات الداخلية مع الشركات المتورطة في تهريب الوقود الإيراني. وأضافت أن “من بين وثائق الشحن الخاصة بسفينة أسفلت برينسيس التي حصلت عليها واشنطن بوست، يظهر أنه في عام 2021، نقلت السفينة المنتجات النفطية الخاضعة للعقوبات الأميركية من إيران إلى عمان والصين”.
وجاء في جزء من تقرير واشنطن بوست أن قوات الحرس الثوري تصعد إلىب السفن التجارية وناقلات النفط، وتقوم بالضرب والتعذيب وتلقي الأموال والرشاوى.
ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن البحارة يرون أن الحرس الثوري والقراصنة كلاهما يشكل تهديدًا، ويقولون إن قوات الحرس الثوري الإيراني حين تصعد إلى سفينة بدعوى التفتيش، لا يتوقفون عن تعذيب البحّارة ولا ينزلون إلا إذا دفع لهم القبطان 10 آلاف دولار.
ونقل التقرير عن بحار عمل على سفينة تعمل بتهريب الديزل إلى اليمن من 2017 إلى 2020، أن قبطان سفينته دفع رشاوى بقيمة 10 آلاف دولار للحرس الثوري.
وقال إن القبطان لهذا السبب کان يحتفظ عادة بما يصل إلى 50000 دولار نقدًا على متن السفينة.