نيجيرفان بارزاني: الشعب ملّ وتعب من الخلافات السياسية
سيل نيوز / من موقع رئاسة اقليم كردستان
بحضور السادة الرئيس مسعود بارزاني، رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني، رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، وعدد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين وممثلي الدول والأكاديميين وذوي الطلبة، جرت مساء اليوم الأحد، 28 أيار 2023، مراسم تخرج الدورة الخامسة من طلبة الجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك.
وألقى فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني كلمة خلال المراسم، في ما يأتي نصها:
فخامة الرئيس بارزاني،
سيادة رئيس مجلس النواب العراقي السيد محمد الحلبوسي
سيادة الشيخ محمد طحنون،
ٲسعدني حضوركم في هذه المراسم، فأهلاً بكم ومرحباً
ذوو الخريجين الأعزاء،
الحضور الكرام..
طاب مساؤكم،
يسعدنا أن نشارككم أيها الكرام في حفل تخرج دورة جديدة من طلبة الجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك، وأتقدم بأحر التهاني والثناء للخريجين آملاً لهم المزيد من الموفقية.
أهنئ امهات وآباء وعوائل وذوي الخريجين وأساتذة ورئاسة وهيئة أمناء الجامعة، فقد أنجزتم مهمة عظيمة مباركة، بوركتم وسلمت أياديكم.
أيتها السيدات والسادة..
إن تخرج كوكبة جديدة من شباب كوردستان والعراق، أو القادمين من أي مكان آخر، هو موضع اعتزاز وارتياح. أنتم أيها الخريجون الأحبة نهلتم من العلوم والمعارف الحديثة والعصرية. وقد أصبحتم الآن جاهزين لمرحلة أخرى من مراحل الحياة، وهي مرحلة العمل والخدمة ومشاركتكم ومساهمتكم الفاعلة في تطوير البلد وتقدم المجتمع.
البلد يتطلع إليكم لتمارسوا دوركم. ويبدع كل منكم في مجاله، وتصنعوا بفكر وعقلية حديثة بنّاءة فرصَ عمل لكم وللمحيطين بكم. وأن تنجزوا أعمالاً ناجحة من أجل تقدم وتعزيز وتنويع الاقتصاد.
أن تقدموا أفكاراً ورؤى ناجحة علمية ومهنية، للعثور على حلول لمشاكل وأزمات بلدنا في المجالات كافة. لتحسين مستوى المعيشة والمجتمع والعبور نحو مستقبل أفضل.
عليكم أن تعملوا مع زملائكم وأقرانكم من الجامعات الأخرى في كوردستان والعراق والعالم، وتنسقوا بينكم. وتفيدوا من علوم ومعارف بعضكم البعض. وتقيموا من خلال الأفكار الإبداعية والمقترحات والنقد البناء، جسراً رابطاً بينكم وبين سلطات وإدارات البلد. أن تشاركوا وتساهموا في إدارة أفضل للبلد، لنتمكن جميعنا معاً من بناء كوردستان أقوى ومستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
أنتم والجيل الكوردستاني الجديد، يجب أن تستفيدوا استفادة قصوى من التكنولوجيا والتقدم العلمي المعاصر. وبإمكانكم أن تطوروا العمل عن بعد، ومن البيوت، مع الشركات والقطاع الخاص والعام في إقليم كوردستان والعراق وحتى في الخارج، وإلى جانب إيجاد فرص عمل، يمكنكم أن تصبحوا بهذا سفراء جيدين لبلدكم عند العالم.
العمل، واجب ومسؤولية، وعندما تباشرون بالعمل عليكم وبروح المسؤولية والالتزام بأخلاقيات العمل، أن تكرسوا بصورة مهنية كل إمكانياتكم لخدمة عملكم. أن تبدعوا فيه وتضمنوا تطويره ونجاحه، ولتحقيق هذا عليكم أن تعملوا بعقول وأفكار متفتحة وتحدثوا تغييرات مستمرة نحو الأفضل والأفضل.
توجد أمثلة ناجحة لعدد من خريجي الجامعات والمعاهد. أنشأوا أعمالهم وتجارتهم الخاصة بهم وخلقوا فرص عمل لغيرهم. هذا مبعث أمل وارتياح. نحن نشعر بالفخر عندما نرى شبابنا يسعون برغبة وإرادة عاليتين ويثبتون وجودهم في أي من مجالات العمل والخدمة. ويشعرون بالمسؤولية وبالتملك.
الحياة تتقدم وتتغير دائماً. وطالما كانت الحياة مستمرة، يجب أن يتعلم المرء باستمرار ويحدّث نفسه بآخر وأحدث تطورات العصر. ومن هذا المنطلق، وكضرورة مهمة للغاية وأولوية، يجب في إقليم كوردستان الاهتمام الدائم والخاص والمستمر بالنوعية والمستوى العلمي وتحديث برامج ومناهج الدراسة والتعليم. يجب أن نساير التطورات دائماً، لنتمكن من البقاء كمجتمع حي ونلحق بركب العالم المتقدم.
الخريجون الأحبة،
انا واثق أن كل واحد منكم يحمل عشرات الأفكار المتنوعة لكل مجال من مجالات الحياة، للاقتصاد، للعمل، للسياسة، وللإدارة. ولكل واحد منكم حلمه بأن يصبح رقماً بارزاً في مجال تخصصه. وأود أن أطمئنكم إلى أنه من خلال سعيكم ومثابرتكم وإصراركم على النجاح، وكما نجحتم اليوم وأكملتم الدراسة الجامعية، فإنكم بنفس روح الإصرار والمثابرة والسعي تستطيعون تحويل أفكاركم وأحلامكم إلى حقائق.
لهذا، ومن هنا، أقول لكم ولكل خريجي جامعات ومعاهد كوردستان: لا تعتمدوا فقط على العمل في القطاع العام. فكما أثبتّم أنفسكم في مجال الدراسة ونجحتم، بنفس الطريقة تستطيعون إثبات أنفسكم في خلق فرص العمل والإبداع. ولهذا الغرض عليكم بالتعاون مع السوق والقطاع الخاص، ولا شك أن حكومة إقليم كوردستان ستساعدكم وتساندكم.
أيها الحضور الكريم،
تعلمون جميعكم أنه بعد اتفاقية ائتلاف إدارة الدولة لتشكيل الحكومة الاتحادية العراقية، ظهر إلى الوجود نوع من الاستقرار السياسي في البلد، وشعب العراق بصورة عامة وأصدقاؤنا في العالم يتطلعون بارتياح وأمل إلى النتائج الإيجابية لهذه الاتفاقية، ويبنون عليها الآمال في مستقبل أفضل.
لكن من دواعي الانزعاج والقلق العميقين وخيبة الآمال أن تحاول أطراف وضع عقبات في طريق الاتفاقيات والتفاهمات بين الأطراف. هذا النوع من التعامل والسعي لانتهاك الحقوق الدستورية لإقليم كوردستان، ليس مقبولاً قطعاً ولا يعود بالنفع على أي طرف ولا يخدم العراق والاستقرار السياسي في البلد. إن هذا ليس سوى تكرار لتجربة فاشلة انتهت دائماً بالضرر على العراق وكل مكونات العراق. لهذا أدعو الأطراف كافة إلى الالتزام بالاتفاقيات وبحماية العملية والاستقرار السياسيين للبلد.
الطريق القويم والصائب لتجاوز مشاكل وأزمات العراق، يتمثل في الالتزام بالاتفاقيات والتفاهمات بين الأطراف عموماً وبين أطراف ائتلاف إدارة الدولة بصورة خاصة. يجب أن يكون العراق جامعاً لنا كلنا، وتصان فيه وتُحترم كل الحقوق الدستورية للمكونات كافة. فالتاريخ أثبت هذا، وعلينا جميعاً أن نعتبر ونستقي الدروس من الماضي.
وسواء في العراق أو في كوردستان، لقد ملّ الشعب المشاكل والخلافات السياسية وتعب منها. علينا جميعاً أن نراجع أنفسنا ونضع المصالح العليا للبلد فوق كل شيء. فإننا فقط وفقط من خلال وحدة الصف وقبول الآخر والوئام والعمل معاً نستطيع أن نحافظ على الكيان الاتحادي والحقوق الدستورية لإقليم كوردستان، ونخطو باتجاه مستقبل أفضل.
ختاماً أيها الخريجون الأحبة، أجدد تهانيّ لكم، وأرجو لكم المزيد من النجاح في حياتكم وأعمالكم ومهامكم المستقبلية، أنتم وكل شباب كوردستان الخريجين في أي من الجامعات والمعاهد، موضع فخر وقادة وأمل المستقبل لهذا البلد.
طاب مساؤكم وأرجو للجميع أوقاتاً سعيدة.
ومرحباً بكم.
شكراً جزيلاً.