نجيرفان بارزاني : لايمكن ان تكون حقوق اقليم كردستان رهينة الخلافات السياسية
شارك نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان صباح اليوم الاربعاء 27/9/2023 في السليمانية في مراسم افتتاح المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني الكردستاني
التي شارك فيها فخامة رئيس جمهورية العراق وعدد من الوزراء والمسؤولين الاداريين والحزبيين في العراق واقليم كردستان وممثلي الدول الاجنبية.
وقدم السيد نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان كلمة خلال المراسم هذا نصها:
السيد بافل جلال طالباني،
رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني
السادة الحضور وأعضاء المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني الكوردستاني
طاب صباحكم..
يسعدني أن أشارك معكم اليوم أيها الكرام في مراسم افتتاح أعمال المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني الكوردستاني. وأبارك انعقاد المؤتمر لجميع أعضاء وجماهير الاتحاد الوطني، آملا لكم ولمؤتمركم النجاح. وأرجو أن تتمخض من المؤتمر نتائج جيدة وإيجابية لصالح الأوضاع السياسية لإقليم كوردستان والعراق.
نستذكر هنا وفي هذا اليوم المهم وبمنتهى التقدير والتجليل المرحوم الرئيس مام جلال. فلتسعد روحه ولتطب ذكراه للأبد. إن الاتحاد الوطني الكوردستاني، هو ذكرى مام جلال ويجب أن يستمر بنفس روحيته وفكره ونهجه صوب التفاهم والوئام وحل الخلافات في سبيل حماية المصلحة العامة وان يستمر على نفس الطريق.
للاتحاد الوطني دور ومكانة مشهودان ورئيسان في الحركة التحررية الكوردستانية. فهو والحزب الديمقراطي الكوردستاني قوتان رئيستان في إنشاء وبناء تجربة إقليم كوردستان ومكاسبها. فبمشاركة وتعاون الجبهة الكوردستانية والقوى والأطراف السياسية الأخرى، سطرا تاريخا جديدا لشعب كوردستان.
ولا يزال الاتحاد الوطني في إقليم كوردستان وفي العراق، واحدا من القوى الرئيسة في العملية السياسية، وهذا يلقي على عاتقه مسؤولية وطنية كبيرة. فعليه إلى جانب القوى والأطراف السياسية ومكونات كوردستان جميعا واجب حماية وحدة الصف والتلاحم والعمل المشترك لحماية حقوق ومكاسب إقليم كوردستان الدستورية.
أيها السادة،
إن تجربة العمل المشترك بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والتعاون والأخوة بين فخامة الرئيس مسعود بارزاني وفخامة الرئيس المرحوم مام جلال، أثبتت أن الانتصار يكمن في وحدة الصف والشراكة والعمل المشترك. فانتصار الانتفاضة، وتثبيت الفدرالية، والكثير من حقوق شعب كوردستان في الدستور العراقي، وعمران وتقدم إقليم كوردستان، نتائج مباشرة لذلك التعاون والتلاحم والتآخي.
والآن، ولتجاوز الصعاب كلها، ولحل الخلافات، ولحماية المكاسب والحقوق الدستورية لإقليم كوردستان، أمامنا طريق واحد لا غير، وهو الاستمرار ومواصلة التعاون وقبول الآخر والشراكة والعمل المشترك بين الأطراف السياسية ومكونات إقليم كوردستان، هنا وفي بغداد. إن قوتنا وديمومتنا جميعاً تكمن في وحدة الصف والتلاحم، وخلاف ذلك يضر ويضعف إقليم كوردستان.
إن مستلزمات المرحلة الحالية والتحديات والمخاطر التي تتربص بإقليم كوردستان، تتطلب من القوى والأطراف السياسية كافة نبذ جميع خلافاتها. أن نجعل إقليم كوردستان أقوى ونكون جميعنا معاً موقفاً واحداً وصوتاً واحداً قوياً في بغداد. يجب أن يكون هذا هدفنا المشترك والجامع لنا جميعاً.
إنه لمن الطبيعي أن يكون هناك تنافس سياسي واختلاف في الرؤى السياسية بين الأطراف، لكن يجب أن تجمع المصلحة المشتركة الجميع على هدف مشترك هو حماية التجربة والحقوق والمكاسب الدستورية لإقليم كوردستان.
إن إقليم كوردستان يكون قويا عندما تكون أطرافه السياسية متراصة متلاحمة، وعندما تكون مؤسساته مستقلة ومحمية ومحترمة، وعندما لا يكون هناك تدخل حزبي وسياسي في شؤون المؤسسات والبيشمركة والقوى الأمنية.
يكون إقليم كوردستان قوياً عندما تضع الأطراف السياسية المصلحة العليا للشعب والوطن فوق أي مصلحة أخرى. عندما لا يتحول التنافس السياسي إلى خطر وتهديد للكيان السياسي والدستوري لإقليم كوردستان.
أيها السادة الحضور،
إن إقليم كوردستان، منذ الانتفاضة وإلى اليوم، ورغم المد والجزر والنواقص، قدم تجربة جميلة أصبحت موضع اهتمام واحترام العالم والعراق.
الديمقراطية، والحريات، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير وحرية الصحافة، والتعايش، وقبول الآخر، والتسامح، والتعددية الدينية والقومية، هذه جميعاً هي المظاهر والمبادئ والقيم المشتركة التي تربط بين إقليم كوردستان وبين العالم المتقدم للبشرية، وأصبحت محل تقدير وفخر لشعب كوردستان.
يجب علينا في إقليم كوردستان أن نتمسك دائماً بهذه المبادئ والقيم العليا للإنسانية ونحافظ عليها. يجب أن تعمل القوى والأطراف السياسية والسلطة والمؤسسات في إقليم كوردستان على تعزيزها وتحويلها إلى أسس رئيسة لفكرنا وعملنا وحياتنا السياسية والتربوية والاجتماعية.
الانتخابات بصفتها الأساس الرئيس لشرعية السلطة والحكم، من الضروري ان تكون الأولوية والحاجة الأولى لإقليم كوردستان. يجب أن تعمل الأطراف السياسية كافة على أن تجرى في شباط القادم عملية تصويت ناجحة في انتخابات برلمان كوردستان.
يستطيع إقليم كوردستان قوي أن يكون ذا دور وحضور وتأثير أفضل في بغداد وعلى مستوى العراق كله. يستطيع أن يدافع بصورة أفضل عن مكاسبه وحقوقه الدستورية. ويستطيع أن يحتل مكانة أفضل وأقوى في المنطقة والعالم. لهذا فإن من واجب الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بالدرجة الأولى مع كل القوى والأطراف السياسية الأخرى في إقليم كوردستان، العمل على إنجاح الانتخابات وعدم تأخيرها.
أيها السادة،
من الصواب والضروري جداً أن حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية في حوار مستمر من أجل حل المشاكل. صحيح أن هناك شيئاً من التقدم في المفاوضات، لكن وبسبب المشاكل التي تعترض سبيل تنفيذ قانون الموازنة وإطلاق المستحقات المالية لإقليم كوردستان، وبسبب عدم تصدير النفط، يواجه إقليم كوردستان أوضاعاً مالية صعبة. وهذه الأوضاع خلفت الأثر العميق على كل جوانب حياة المواطنين ومعيشتهم.
ومن هنا، نؤكد أن إقليم كوردستان يريد حل كل المشاكل والخلافات مع بغداد من خلال الحوار والتفاهم على أساس الدستور. ونحن نتوقع من الحكومة الاتحادية العراقية أن تتعامل مع إقليم كوردستان وفق ما تمليه الاتفاقيات السياسية والقانون والدستور والنظام الاتحادي. لا ينبغي اتخاذ الموازنة ورواتب موظفي إقليم كوردستان رهينة للخلافات السياسية.
يجب على الأطراف السياسية المكونة للحكومة الاتحادية أن تعين وتساند رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني في تنفيذ الاتفاقيات السياسية وقانون الموازنة. يجب أن يعلم كل الأفراد والأطراف والقوى في العراق أن خلق مشاكل مالية لإقليم كوردستان لا يخدم العراق في أي شيء.
إن الأمان والاستقرار والتقدم في إقليم كوردستان وأي منطقة في العراق، هو أمان واستقرار وتقدم للعراق كله. إننا في إقليم كوردستان ننظر إلى العراق كله بهذه الروحية وهذا الفهم، وهذا هو الذي ينفع شعوب العراق وجميع مكوناته. عراق خال من التمييز وجامع ووطن لنا جميعاً بكل مكوناته. فحرمان أي مكون للعراق يضعف التزامه وولاءه لهذا البلد.
علينا جميعاً في العراق أن نتخذ من الماضي درساً وعبرة نعتبر بها. إن فشل الإقليم أو أي منطقة أو مكون للعراق، لم يكن أبداً نصراً لأي جزء أو مكون آخر للعراق ولن يكون. إن المكونات ورأس المال البشري والطبيعي للعراق، قوة عظيمة للعراق. وإن كان هناك فهم وإرادة سياسيان حقيقيان لهذا، فلا شك أن العراق سيكون ذلك العراق.
وكما أن الاتحاد ووحدة الصف في إقليم كوردستان أساس لانتصارنا، كذلك فإن شراكة المكونات المتنوعة للعراق من أي عرق ودين كانوا، في السلطة السياسية والإدارية للبلد، ستضع العراق في المكانة والموقع الحقيقي له. وتجعل منه عامل أمان واستقرار وتقدم له وللمنطقة أيضاً.
وفي ختام كلمتي، أجدد تهاني بانعقاد المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني الكوردستاني، وأرجو النجاح لمؤتمركم، وآمل أن تصبح نتائج ومقررات مؤتمركم عاملاً لتعزيز وحدة الصف والتلاحم والعمل المشترك بين الأطراف السياسية في إقليم كوردستان وفي العراق.
مرة ثانية أشكركم جزيل الشكر،
وأرجو لكم أوقاتاً طيبة.