سيلفي مع كتاب

عبدالسميع عزاوي

منذ صغري وانا احب القراءة ، صحيفة اليوم لااستغني عنها ولا انام الا وهي تغطي وجهي بعد غفوة وانا اقرأ صفحاتها .
اتذكر ان حب القراءة ، ادمان لازمني منذ الدراسة الابتدائية ، فقد كنت اقرأ كل شيء واحفظ اسماء الوزراء وعواصم الدول واتمسك بالجريدة حتى بعد ان ” افلسها” .
ولا احب ان تستخدم اوراق الجريدة لمسح زجاج السيارات او كسفرة للطعام ، واكره من يهينها بهكذا امور .
كانت مشكلتي مع والدتي رحمها الله ، هي الكتب والمجلات والصحف ،كلما تقوم بترتيب البيت ، تنشأ مشكلة معي وتبادرني بالسؤال الازلي :
وتالي ويا كتبك واوراقك ، شنو تستفيد منهن ، ماخذات مكان بالبيت وبالبوفية ، ترة اشمرهن برة ، تعال شوفلك چارة بيهن ..
وفي كل مرة اتبع اسلوب من اساليبي اما بالاقناع او التهديد بتكسير اغراض بالبيت ، اذا ماتم العبث باملاكي .
واستمرت القضية معي فالكل كان يضجر من كثرة الكتب والمجلات ، حتى وان كانت محفوظة بمكتبة ، على اعتبار انها تأخذ حيز من البيت .
لكني مع كل انتقالة الى منزل آخر ، كنت احرص على نقل كتبي واوراقي بنفسي بعد ان ارزمها ولا اسمح بالعبث بها .
تذكرت هذه الامور وانا اتجول في معرض اربيل الدولي للكتاب ، فقد كان يراودني شعور ان اشتري عشرات الكتب واعود لاقرأها صفحة صفحة ، لكني اتوقف لاني منشغل بترتيب الضيوف لبرنامجي ، ولا اقوم بالتقاط الصور مع الكتب لكي اظهر وكأني مثقف كما يفعل البعض ويغادر بدون ان يشتري شيئا من الكتب المعروضة.