بقلم:خالد العاني
في اول نيسان من كل عام يحتفل كذابوا العالم باليوم العالمي للكذب على طريقتهم الخاصة والذي لا نتحدث عن اولياته لان الكثير من الكتاب سبقنا اليه فكما تحتفل المرأة والام والعامل والمعلم والعسكر والشعوب بأعياد التحرير والمناسبات الدينية والوطنية يحتفل الكذابون على طريقتهم الخاصة فيطلقون كم هائل من الاكاذيب يتسبب الكثير منها في نكبات وصدمات نفسية للاخرين وكأنما لا تكفيهم السنة بطولها لنشر غسيلهم القذر على الناس وبشكل خاص السياسيين في العالم وسياسي العراق الذين سوقوا لنا مجلدات من الاكاذيب من اجل التمسك بكراسي المناصب التي يشغلونها رغم ان قوائمها تنزف دما منذ ما ينيف 50 عاما وكان اشدها ما حصل في العراق
من تشتت في مكوناته والاحتراب الوطني الذي لم يحصل في تاريخ العراق بسبب الاكاذيب التي سوقها المحتلون ومن والاهم يقول الله عزوجل ( انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بأيات الله واولئك هم الكافرون ) النحل 105 ,هكذا بأختصار لايقبل التأويل ان الذين احتلوا العراق ومن والاهم كافرون وعصاة لامر الله فمن يعين كافر على تدمير بلده لا يختلف عن الكافر في عقيدته وللكذب تعاريف كثيرة ولكن بشكل مختصر هو ( تسويق الكلام بما لا ينطبق مع الحقيقة ) والكذاب منبوذ في المجتمع وموضع سخرية من الاخرين ووصف البغادة الكذاب بمسميات ( نفاخ , كاصوص , طيار فياله وغيره ) وهناك العشرات من الامثال على الكذاب ( حبل الكذب قصير , ابو طبع ميجوز من طبعه , فاتك من الكذاب صدق كثير , كذب مصفط خير من صدق مخربط , الصدق اخو العدل , مثل المزين يضحك على الاقرع بطقطقة المقص … كما يفعل حكامنا الاشاوس وقد وصف طليعة المجتمعات العربية والعالمية الكذب باوصاف وعبارات طريفة وواقعية
يقول سيدنا محمد (ص ) ايات المنافق ثلاث ( اذا تحدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان ) يالروعة الوصف كأن رسول الله يعيش بيننا فالعمر قضيناه تحت ظل من يتحكم في رقابنا وهم على شاكلة واحدة يكذبون ويخلفون الوعد ويغدرون ويخونوا الامانات ….
يقول علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : لا سوأ ة اسوء من الكذب –
ويقول امين الريحاني : ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والامانة –
ابراهيم اليازجي : الصدق عماد الدين وركن الادب واصل المرؤة –
مارتن لوثر : الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها … ؟ –
جورج برنادشو : مأساة الكذاب ليست في ان احد لايصدقه وانما في انه لايصدق الاخرين –
لافونتين : الكذاب والدجال والمتملق يعيشون على حساب من يصغي اليهم ؟؟؟-
ابراهيم لنكولن : تستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت , او بعض الناس كل الوقت , ولكنك لا تستطيع ان تخدع الناس كل الوقت –
ارسطو : الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب – الكذابون خاسرون دائما ولا سيما ان احدا لا يصدقهم حتى ولو صدقوا –
ثابت بن قلره : الصدق ربيع القلب وزكاة الخلقة وثمرة المرؤة وشعاع الضمير –
شكسبير : اذا كنت صادقا فلماذا تحلف –
الشاعر الشريف العقيلي : لا يكذب المرء الا من مهانته + او عادة السوء او قلة الادب –
وعموما الكذب من علامات ضعف الشخصية ويتلذذ به البعض كوسيلة للهروب من المواقف الصعبة وعادة ما يكتسب الكذب الشخص في مرحلة الطفولة وكثيرا ما يوقع الكذاب نفسه في مطبات ومشكلات لا خلاص منها ان كان بقصد او دون قصد ويبقى ضمير الانسان هو ينبوع الكذب والصدق , اما اول من اطلق اول كذبة فهو الشيطان حينما قال لادم وحواء وهما في الجنة حينما قال لهما بسم الله الرحمن الرحيم ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنها من سوأتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين ) الاعراف 20
اما على مستوى الاعلام والدعاية فيعتبر جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد ادولف هتلر والمانيا النازية والذي يعتبر احدى الاساطير في مجال الحرب النفسية وهو ابرز من وظفوا واستثمرا وسائل الاعلام في الحرب وهو صاحب اشهر شعار ( اكذب اكذب حتى يصدقك الاخرين ) غير ان كذبه كان ممنهج ومبرمج يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها وقد اكدت ظاهرة غوبلز هذه ان من يملك وسائل الاعلام يملك القول الفصل في الحروب الباردة والساخنة وبناءا على ذلك فهو ( مؤسس فن الدعاية السياسية بلونها الرمادي ويعتبر مؤسس اعلامية مستقلة بذاتها ) ومن اقواله : كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي …. كانت نهايته الانتحار مع زوجته واولاده الستة الذين تتراوح اعمارهم بين 4-11 سنة بحجة عدم اذلالهم بعد موته وهذا مصير كل طاغية كذاب لا يحترم شعبه ولا يحرص على سلامته وامنه وسعادته في الختام ندعوا برلماننا الموقر الى اصدار تشريع باعتبار الاول من نيسان عيدا وطنيا ليضفي الشرعية على كذب اكثر النواب والمسوؤلين الذين ملأوا العراق كذبا وظلما