بقلم:محمد حسين المياحي
عندما يحدث أي تطور أو أحداث سياسية تتعلق بأية جهة أو بلد على أن لاتکون لها آثار وتداعيات على النظام الايراني، تسارع وزارة الخارجية العراقية الى إصدار بيانات أو إطلاق تصريحات عنترية توحي وکأن هذه الوزارة حريصة أشد الحرص على مصالح العراق وعلى سيادته الوطنية، وکما يقوم النظام الايراني بمناورات وألاعيب سياسية على حساب القضية الفلسطينية وعلى الاراضي العربية المحتلة من جانب إسرائيل، فإن وزارة الخارجية العراقية تکاد أن تکون نسخة طبق الاصل لهذا النظام في مواقفه، وإن الموقف العنتري الاخير بشأن التصريحات الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية الداعية إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية مرفوضة. وأضافت الخارجية أن العراق يعارض بشدة ما وصفه بشرعنة احتلال الجولان السوري، مستندا إلى القانون الدولي الذي يقضي بعدم شرعية أي سلطة قائمة بالحرب أو الاحتلال كأداة لاكتساب ملكية الأراضي المحتلة، بحسب البيان.
هذا الموقف العنتري مع إيماننا الکامل بعدم شرعية الاجراء الامريکي ورفضه رفضا مطلقا، فإنه لايمثل شيئا أمام السيادة الوطنية العراقية المنتهکة يوميا من جانب النظام الايراني، ولاسيما من حيث فرضها الميليشيات المسلحة کجناح للحرس الثوري الايراني ويتلقى أوامره من الارهابي قاسم سليماني کما إعترف بذلك مٶخرا أحد أعضاء مجلس النواب التابعين للنظام الايراني والذي قال أيضا بأن الميليشات تستلم رواتبها من الحکومة العراقية فيما تستلم أوامرها من قاسم سليماني! وهذا مالايمکن أن يقبل به أي نظام سياسي في العالم کله سوى في العراق وإن الاجدر بوزارة الخارجية العراقية أن تنتبه للوضع المزري الذي تعاني منه الانتهاکات الايرانية السافرة للسيادة الوطنية العراقية.
وزارة الخارجية العراقية عندما تتحدث في بيانها الصادر عن القرارات والقوانين الدولية المرعية السائدة في العالم فإنها تعرف قبل غيرها بأن النظام الايراني يقوم عمليا بإنتهاکها في العراق أمام أعين المسٶولين العراقيين وإن هذا الموضوع قد صار يلفت أنظار الاوساط السياسية المختلفة في المنطقة والعالم وحتى إن هناك مطالب دولية تحث النظام الايراني على إنهاء تدخلاته السافرة في العراق والتي صارت تٶثر سلبا على الاوضاع في هذا البلد.
العراق بحاجة الى أن يتم تنظيفه وتنقيته من نفوذ نظام الايراني ومن تدخلاته خصوصا وإن هذا النظام قد صار على مشارف الانهيار والسقوط وصار واضحا بأنه يعادي حتى شعبه وإن السيول الاخيرة التي إجتاحت 27 محافظة من أصل 31 محافظة حيث لم يبادر النظام الى إغاثة الشعب في حين إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي دعت الشعب الايراني والعالم الى إغاثة المنکوبين، وهذا يوضع ماهية ومعدن هذا النظام.