تفاحة رياض
سيل نيوز :
عمَّان –د مجـيد السامرائـي
اذا وقعتْ مني قُبَّعَتي وأنا نائمٌ أفِزُّ
لا أنام !
يقولُ الجَواهريُّ الذي تُوفّيَ عن 90 عاما ويزيدُ
لكن د.عبد الحسين شعبان في أطرافِ الحديثِ قال لي : عندما بلغَ أبو فرات
الــ 84 كتبَ قصيدةً (تسعون ينقُصُها ستُّ ويأتـي بعدها العدَمُ ) كانَ ينتظرُ بعدَها أنْ يموتَ في التّسعين ؛ ولكنَّه زادَ على المِئةِ عامٍ هجرية ؛ وبهذا كانَ عمْرُ الجواهريّ أطولَ مِن عُمْرِ الدّولةِ العراقيةِ بــ 20 عاما !)
وتلكَ من سِمَاتِ شُهرتهِ والتعريفِ به ؛ اقتَناها من محَلٍّ مجاورٍ لمَشفى في أذريبجان ولا أظنُّ أنَّ أحداً مِن ورثتِهِ يُدلِي بتصريحٍ أو بهُويَّةِ مالكِها الآنَ
والقبعةُ لو وجدْتَها مُلقاةً على الارضِ فلنْ تكترِثَ لها ، لكنَّها في حالةِ اعتمارِ الجواهريّ لها صارَتْ من جواهرِيَّتِهِ الخاصّة
وأذكرُ حين كنَّا نعملُ فِي مَجلّة (مجلتي والمزمار) استطاعَ رسَّامُ الكاريكاتير الشهير ضياءُ الحجَّار أنْ يحصلَ من ميادة نزار جعفر العسكري ابنة سلوى ساطع الحصري على نظّارتينِ لهُ ذهبية وفضية يكتبُ لي مانصّهُ : كنتُ ألبسُهَا كمودة في السّبعينات ؛ الفضيةُ لطشها مني سامي الزبيدي بوعدٍ خاصٍّ للاسف وبقيتْ عندي الذَّهبيةُ وهي تحفةٌ بمحفظتِها الاصلية والتي تعودُ لأكثر من مِئة سنة وقبلَ أنْ تتحولَ بلادُ الشّام الى عدةِ دولٍ .
وأنا المتحدثَ أهداني رياض أحمد ذاتَ يومٍ تفاحةً من شهربان – ديالى تُعادلُ حجمَ بِطّيخةٍ من بِطّيخ الجِلَّام بسامراء وقال لي يومَها : “خويه آنه مودع خلي هاي للذكرى”… وكان أنْ رحلَ بعد أيامٍ من حوارٍ بيني وبينهُ لعلَّ نصَ الكلام المسجَّلِ قد ضاعَ من إرشيف الاذاعةِ او نُـهِب .
وظلتْ تفاحةُ رياض عندي زمناً طويلاً حتى تعفّنَتْ ولم يكن مُمكنا يومها الاحتفاظُ بها تحتَ درجة حرارة – 70 كما يجبُ أنْ نفعلَ مع لقاحِ كوفـيد 19
لكاظمِ الحجاج ما أحفظهُ ( أجمل بيت في الدنيا التُّفاح لكن الساكن في الاعماق الدود )!
يقال : أنَّ العطرَ يفرقُ (حسب خرافة الجدات وقبل تفسير إبن سيرين في المنامات ) .عندي قارورةُ عطرٍ فرنسيّ الرَّنينَ أهديتُهُ لهُ .فكانَ ردُّهُ : هذا عطرٌ خليجِيٌّ سوفَ أتبرَّعُ بهِ لصديق !!