الحزن بلا سبب له الف سبب!!
عمان – د. مجيد السامرائي
قالت له وهي تداري مشاعر السخط البادي على محياها وهي تطبع قبلة على خد مودعتها ثم حين اغلق باب السيارة لوحت بتمثيل بالغ الاتقان لصاحبة الدعوة ثم اغلقت زجاج السيارة باحكام لتنفجر غاضبة باكية : في بيتك وجهك لايقصه السيف وهنا تتظارف كأنك اياد راضي في شلع قلع .. من اين جئت بكل هذه النكات وكيف تقلد الاصوات حتى لكأنك باسم الامين ؟ وفي البيت عمرك ماداعبتنا بكلمة ملعون ابو الكتب صدق من قال المحبرة ضرة !!
عبثا حاول تسوية الامر لكنها طلعت سلما ثم صفقت باب غرفة علوية يسميها الاولاد غرفة الزعل والمقاطعة … ثم تطوعت صغراهن حبيبة امها والاثيرة الى قلب بابا فهي آخر العنقود يتنبأ لها والدها ان تكون يوما سفيرة نوايا حسنة .. تطوعت لاذابة الجليد في حين بلغت درجة الحرارة في الليل 44 مئوي – حسب الانواء الجوية التي انذرت بخطورة الخروج تحت الشمس لذلك دعت الحكومة الى اعتبار هذا اليوم عطلة
هذا واحد من دواعي الحزن التي لاتسبب ..
هو رجل واقعي .. يضحك للطرفة الذكية ..ويسر لمايسمع من مرويات ونكات .. لكنه يخشى ان يضحك من اعماق قلبه فيلحق به شر مستطير
محب لنازك الملائكة وكان يتمنى محاورتها ايام كان يسعى لان يكون صحفيا يحفظ لها عن ظهر قلب ..
قطب، سئمتك ضاحكاً، ان الربى
بردٌ ودفء لا ربيعٌ خالدُ
العبقرية، يا فتاي، كئيبةُ
والضاحكون رواسبٌ وزوائدُ
شكرا لهديتك ..لم تنسني رغم مشاغل السفر … قلت اريد حلوى ( الفراشة ) يقال انها نخب اول في العراق ..
حقا .. لقدنسي .. قال لها : غدا تصلك ..راح على الفور اشترى من حلوى ( البجعة ) ووضعها في علبة حلوى الفراشة …. هتفت هي بعد قضم اول حبة منها : الله ما ازكاها واطيبها يعيش العراق ! شعر بالحزن فالناس تغريها الاغلفة فقط ..هذا حزن له سبب ..
أحدهم ضبطني وانا اجالس زميلا لي على مصطبة في شارع الجاردينز بعمان .. ارسلها على الفور بكبسة زر على هاتفه النقال .. ثم ارتدت الي مشفوعة بعبارة : شكو على قلبك ؟..اضرب عمي!!
كانت هناك قدام المصطبة صف من الحاويات التي فحواها ومحتواها لاينتمي الى القمامة .. كان زميلي الراحل بلاسم محمد قد اهداني كتابا عن فن القمامة التقط منه ماينفع لذكرى الراحلين .
لقد كان الحديث مهماً في محاولة استغلال القمامة وما تحتويه من عناصر مختلفة في التكوين والصفات المظهرية وآلية تعامل الفنان التشكيلي مع تلك القمامة، وهنا يقول الدكتور بلاسم محمد (بالنسبة للذين يجادلون بان هذه الاعمال خدعة يمكن يمكن للمرء ان يجيب بان هذه القطع من القمامة كانت تثير اهتماما اكثر من اي شيء فني اخر داخل المتحف، وتوحي هذه الامثلة، ان داخل النفايات والقمامة تمكن امكانات جمالية كبيرة، يمكن للاشياء المهملة ان تقدم وظائف اخرى غير وظيفتها، وان مبولة مارسيل دوشامب مثلا على تغيير قطعة زائلة وقذرة جردت من وظيفتها وصار لها سمو مفاجئ في الفن، على الرغم من ما ينظر على انها قذارة ومن المحرمات الاجتماعية). ..
حزين أنا واكاد اجهش بالبكاء .. لايمكنني ان اشم هواءا عليلا واتنسم به لوحدي .. ففي كل الازمان يحيط باهل الرافدين الراقدين شواظ جهنم وسعيرها ..
فجأة ارتجلت : أهلي هناك يملؤون الافق والمسالك ان كنتمو انتم بخير انني هنا كذلك !
قال لي الشاعر آل ياسين : الشعر قرين النكد ..دلني على قصيدة فرحة مرحة مخلدة ؟
قلت ماقاله ابو ماضي فيه قدر هائل من طاقة ايجايبة تتمناها مذيعة صباحية لجمهورها : كُن بَلسَماً إِن صارَ دَهرُكَ أَرقَما
وَحَلاوَةً إِن صارَ غَيرُكَ عَلقَما
إِنَّ الحَياةَ حَبَتكَ كُلَّ كُنوزِها
لا تَبخَلَنَّ عَلى الحَياةِ بِبَعضِ ما
قال قصيدتي اعم وابقى : سؤال يلح على خاطري وما أضيع الفكر أما سأل
لماذا أعيش وفيم الحياة وكيف أموت وأنى وهل ؟
وقد كنت قبلاً أعلل نفسي وقد تقنع المرء بعض العلل
ختاما ياجماعة : انا اموت من القهر .. لماذا ؟لأن كل من احاوره …. لاينام !!