في بيتنا تلفزيون نائم
عبدالسميع عزاوي
في شهر رمضان المبارك ، التلفزيون كجهاز يشهد حالة انتعاش ، لان الكثير من العوائل لايتذكروه بعد ان غزت الهواتف الرقمية المنازل
حتى ان بعض الشاشات الذكية ” السمارت” صارت تشتغل لكل تعرض فيلما او مسلسلا من اليوتيوب ، اي ان الشاشة لاتستخدم لتعرض مواد التلفزيون بقنواته الفضائية
في رمضان تسيطر المسلسلات على المشهد ،من بنات صالح الى الماس المكسور الى قط احمر وتجربة حسام الرسام التي مازالت تحبو في عالم التمثيل
حتى في الشهر الفضيل اجد ان هناك من يترك التلفزيون ليبقى متعلقا بهاتفه النقال ، متابعا للمسلسل الفلاني على البث المباشر او ان الصبر لايسعفه ويذهب لمتابعة حلقة الغد من العمل الدرامي على شاهد نت التي تعرض الاعمال بيوم قبل ان نراها في الشاشة
اتوقع ان التلفزيون سيغادر ويبقى مجرد ديكور في المنازل كما اشاهده الان في بعض المنازل واسأل لماذا لاتشغلوه واسمع الرد ، لانه يخرب التعليلة
وحتى في قضية بقاءه ، ارى ان الشاشات غير الذكية ستنقرض ويذهب المشاهدون الى اقتناء شاشة السمارت لانها ” تكنك ” على النت
نحن امام صرعات تكنولوجيا تصيب وسائل الاعلام بضربات قاضية ، فالهجمة الاولى استهدفت الصحف واصبحنا لانبحث عنها ورقيا وان كان لنا فيها حاجة نجدها على النت بموقعها الالكتروني ليلة كل صدور ،
الغلبة اليوم للهاتف الذكي الذي يصلنا بكل شيء ، باحداث البلد والعالم وبمواقع الفضائيات وببث المباريات العالمية وباخر اصدارات الكتب والفنانين
وسيأتي اليوم الذي نتخلى فيه عن الزائر الفضولي الذي اعتدنا عليه بمنازلنا منذ الصغر والى الان .