المجلس العالمي للتسامح والسلام والجامعة العربية ينظمان مؤتمرا دوليا لوضع ستراتيجية عربية لدعم جهود مكافحة الكراهية والتعصب
القاهرة – خاص
نظمت جامعة الدول العربية والمجلس العالمي للتسامح والسلام يوم الاثنين مؤتمراً دولياً رفيع المستوى بعنوان “التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي”، برعاية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية،بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة.
وترأس المؤتمر من جانب المجلس أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، ومن جامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء ابو غزالة الأمين العام المساعدة لجامعة الدول العربية، بحضور قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وصاحب الغبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة، ووزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدول العربية.
وركز المؤتمر على إلقاء الضوء على جهود المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية في مكافحة الكراهية والتعصب ونشر ثقافة التسامح، وتحليل الواقع التشريعي لقوانين مكافحة الكراهية في القوانين الوطنية والقانون الدولي وبحث رؤى تطويرها، ورصد المعوقات والتحديات التي تواجه مكافحة الكراهية والتعصب، والعمل على وضع استراتيجية عربية للتسامح والسلام.
وأكد الجروان في كلمته التي ألقاها في افتتاح الجلسة العامة، أن المؤتمر يهدف إلى استشراف رؤية مستقبلية لنشر ثقافة التسامح وترسيخ مبادئه لاستدامة السلام والتنمية في الوطن العربي وذلك من خلال مناقشة دور المؤسسات الدينية والتشريعية والصحفية والإعلامية والتربوية والثقافية،
وبحث المؤتمر وضع استراتيجية عربية للتسامح والسلام تسهم في استدامة العمل على نشر قيم التسامح والسلام بغية استدامة التنمية في الوطن العربي.
ويأتي انعقد هذا المؤتمر في ظل الاعتراف بأن التشدد والتعصب بكافة صوره وأشكاله أصبح أخطر الآفات التي تعاني منها مجتمعات الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، وذلك لما تمثله تلك الظواهر من تهديد لاستدام السلام والتنمية، وما ينتج عنها من تهتك لنسيج مجتمع الدولة وإعاقة لتقدمها الاقتصادي ورقيها الاجتماعي، وفي عصر السماوات المفتوحة والاتصالات المباشرة بين البشر في كافة أرجاء المعمورة لن تستطيع أي دولة أن تواجه تلك الآفات دون تنسيق الجهود مع الدول الأخرى والتوافق على رؤية مستقبلية دولية لمواجهتها.
وشهد المؤتمر حضور عدد من الوفود الرسمية للدول العربية والتي يترأسها وزراء الثقافة والإعلام والأوقاف والشؤون الدينية، إلى جانب مشاركة مجموعة من المنظمات الدولية مثل منظمة اليونسكو ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية.
ويناقش المؤتمر خلال باقي جلساته دور الفن والصحافة في نشر قيم التسامح واستدامة السلام المجتمعي بالإضافة إلى سبل مكافحة الكراهية في التشريعات الوطنية والقانون الدولي ودور المنظمات الدولية في ترسيخ مبادئ التسامح في المجتمع، كما سيتعرض المؤتمر لموضوع مكافحة الكراهية ونشر ثقافة التسامح في الخطاب الديني بين الواقع والمأمول ويناقش علاقة التسامح باستدامة التنمية على المستويين الإقليمي والعالمي ومسئولية المؤسسات التعليمية والبحثية عن معالجة قضايا الكراهية ونشر قيم التسامح، بالإضافة إلى مكافحة الكراهية ونشر ثقافة التسامح في مجتمعات دول ما بعد الصراع.